169

Ar-Raheeq Al-Makhtum

الرحيق المختوم

خپرندوی

دار الهلال

د ایډیشن شمېره

الأولى

د خپرونکي ځای

بيروت (نفس طبعة وترقيم دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع)

ژانرونه

فضلهم، واتبعوهم على أثرهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم «١» . ثم إن هذا الرسول القائد الأعظم ﷺ كان يتمتع من الصفات المعنوية والظاهرة، ومن الكمالات والمواهب والأمجاد والفضائل ومكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، بما جعلته تهوى إليه الأفئدة، وتتفانى عليه النفوس، فما يتكلم بكلمة إلا ويبادر صحابته- ﵃ إلى إمتثالها، وما يأتي برشد وتوجيه إلا ويتسابقون إلى التحلي به. بمثل هذا استطاع النبي ﷺ أن يا بني في المدينة مجتمعا جديدا، أروع وأشرف مجتمع عرفه التاريخ، وأن يضع لمشاكل هذا المجتمع حلا تتنفس له الإنسانية الصعداء، بعد أن كانت تعبت في غياهب الزمان ودياجير الظلمات. وبمثل هذه المعنويات الشامخة تكاملت عناصر المجتمع الجديد الذي واجه كل تيارات الزمان حتى صرف وجهتها، وحول مجرى التاريخ والأيام.

(١) رواه رزين، مشكاة المصابيح ١/ ٣٢.

1 / 172