اقزام جبابره

مارون عبود d. 1381 AH
70

اقزام جبابره

أقزام جبابرة

ژانرونه

فالتفت سركيس كالمتعجب، فقال جريس: والله، لعنة الله على الكذاب، كنت بفرد هم فصرت بهمين.

قال جريس هذا وطفق يتأمل وجه صاحبه سركيس ليرى أثر كلامه فيه، فرآه يمط شفتيه، يصرهما كأنه يتأهب لضحكة، فقال جريس: كل هذا هين يا شيخ، ولكن من يخلصنا من طنوس إذا درى.

ثم أطرقا صامتين حتى انتهيا إلى قول أحدهم: هاتوا الورق.

فصاح صاحب البيت: مساند وطراريح، ضوئي القنديل الكبير يا مرين، وأشار بأصبعين، ففهمت مريم وأشعلت القنديل نمرو 2.

كان من عادة طنوس أن يلعب ضد جريس، أما تلك الليلة فقال: رفيقي جريس، فنسي جريس مصيبته: العليا والسفلى، المكشوفة والمستورة، فانبسط وجهه وقعد، ودار الورق دوراته ، فاحتدم اللعب والجدال حتى كاد يعلق الشر. تكافأ الخصمان فمكنا قعدتهما لربح الدق (الشوط) الأخير، وأشار كل فريق إلى ورقه، وانتظر جريس إشارة رفيقه طنوس، ولكن طنوس لا يشير، تساقط الورق من الأيدي وجريس حيران لا يدري ما يلقي ولا ما يبقي، فصاح بطنوس: أششش أشر. ولكن طنوس لم يخرج عن صمته، ففأفأ جريس وتمتم، فقال طنوس متباردا: لا بد من التأشير يا شريك. - معععلوم.

فأبدى جريس علامة أص الديناري وقال: أقرع. (أي وحيد من نوعه).

فانتفض جريس كما لدغته عقرب وقال: كا كا كا كيت وكيت من ... ولما رأى طنوس متأهبا للصرع أتم قائلا: من دين لعب الورق. وانصرف غضبان.

وأصبح المسكين فإذا حمله الجديد قد ثقل عليه، كان يشكو خفة فوق، فصار يشكو ثقلا تحت. فتق ولد كبيرا ... ثم أخذ ذلك الهم يتضاعف يوما فيوما حتى كان يبوح الشروال بالسر، ففصل غنبازا ستره به، فخلق موضوعا جديدا لعبقرية طنوس. أطلق طنوس على جريس لقب الشدياق، وصار غنبازه حديث الضيعة، وخصوصا على التنور حيث تمتزج القهقهة بالرق.

7

تقولوا عليه ما شاءوا، إلا صاحبه سركيس فكان يهز رأسه ويتمثل: الذي درى درى، والذي ما درى قال: كف عدس.

ناپیژندل شوی مخ