قلت: ما أطول بالك!
فقال: الصبر مفتاح الفرج، صبرنا ولقينا.
قال هذا وهو ماش، ثم التفت إلي وقال: لا تؤاخذني، الآن أجدهم في البيت، هذه الساعة المناسبة، وإلا أفلتوا من اليد.
وجعلت أتأمله فخلتني رأيته منذ عشر سنوات: أصفر هزيل، ثياب رثة وسخة، إطار طربوشه مسود كأنه مصبوغ بفحم القدر، عيناه غائرتان حتى تخالهما قابعتين في كهف، خفت خطواته وذهب نشاطه.
ولاح له البيك على الرصيف المناوح فعلق يناديه، والبيك يتغافل ولا يريد أن يسمع، فشمر
11
مخول للحاق به، فكانت مباراة مضحكة أحرز البيك فيها قصب السبق وصعد إلى حافلة التراموي.
وأبى مخول الهزيمة وقد كره المواعيد والتهرب، فصاح: يا سيدنا، يا بيك! والبيك يشق طريقه في الحافلة غير حافل.
وتعلق مخول بمتكأ التراموي تعلقا غير محكم، وكانت محاولة فاشلة، دار دولاب القدر دورته فإذا بمخول يترك إحدى رجليه تحت الدواليب.
قاطع طريق
ناپیژندل شوی مخ