133

اقزام جبابره

أقزام جبابرة

ژانرونه

نام وملء رأسه الهواجس، فقضى ليلته تلك بين الغافي والواعي، نام ولكنه لشدة اضطرابه خال أنه لم ينم، فقضى ليلته لا ينتهي له حلم حتى يبدأ آخر. وأفاق مع الصبح فإذا به لا يتذكر إلا واحدا: رأى أن بئره فارت كالقدر، ولكن لون الماء غير صاف، ثم طغى الماء فكاد يطم البيت فاستنجد وصرخ، فإذا بساعي البريد يدق الباب، فقعد في فراشه يفرك عينيه وهو يقول: الله يعطينا خيرك.

فأجاب الساعي بعد السلام والإكرام: كله خير يا جناب البيك، المدير يتغدى عندك يوم الأربعاء.

فوجم هلال، وسترا لضعفه أجاب بنبرة: أهلا وسهلا.

أما فريدة، وكانت تهيئ القهوة للبيك، فصاحت: العمى، ما لهم شغل غير الأكل والشرب، اطبخي وانفخي يا فريدة ...

وقال البيك: ومن أميركا؟

فمط الساعي شفتيه، وهز جفنيه وساد السكوت.

وبعد أيام رؤي كهل نحيل أصفر اللون، مرتخي الشاربين، في يده حقيبة أكل الزمان شيئا من زواياها الأربع، يقطع طريق الضيعة بضعف وتوان، ولا يسأل عن أحد، يقف متأملا كل شيء.

استغرب الأهالي زيه فأطلوا من الأبواب يرون أين يقصد، وأي بيت يدخل، ولم ينزووا في بيوتهم إلا حين دخل بيت هلال بك، فقعدوا يرجمون، هذا يقول: غايته كذا، وذاك: هذا مرسال.

ودخلت واحدة من أولئك النساء المترجلات على المجتمعين وقالت: يا جماعة، إن صدق ظني، هذا أبو هلال.

فصاح بها زوجها: مجنونة أنت! أبو هلال يهز البلاد متى جاء، الله يرد عنا، يد البيك قصيرة ولا يهدأ.

ناپیژندل شوی مخ