130

اقزام جبابره

أقزام جبابرة

ژانرونه

وما انتهى القداس حتى كانت أم فهد وبعض المؤاجرات يكسرن الهريسة، بينا كان الشباب متحلقين حول حبل جرس مار ساسين. الجرس شهير يقصده الشباب الأشداء، وينتظرون عيده ليظهروا مواهبهم العضلية، فكان الحبل ينتقل من يد إلى يد.

وكان شاب ذا شاربين معقوفين كذنب العقرب، وأنف أقنى كأنه منقاد نسر، عيناه كالجمر لكثرة ما وقد من الكحول؛ فاحمرت أعين الشباب حسدا واحتكوا به، وكان الخبط واللطم واللكم، وماجت الجماهير في تلك الساحة حتى خلتهم قطعة واحدة تتحرك.

واستيقظت أم فهد من همكتها بالهريسة على صراخ الجماهير، وسباب الشباب، فما رأت فهدا حولها، فصرخت: ابني، ابني!

وزجت نفسها بين الجماهير تصرخ صراخا يفتت الأكباد ويسمعه حتى صاحب المقام ... ففعل صراخها في الجماهير ما لم تفعله همة المصلحين، فهمدت الضوضاء، وانجلت المعركة عن عدة جرحى، وبعج بطن فهد، فأكلت الهريسة عن نفسه ...

السلامة غنيمة!

النار في الموقد تبربر وتغني وإبريق القهوة يدندن، حتى إذا دب الخادم بالحطب هزج الإبريق وبقبق، وهلال منبطح في الزاوية ملتف بعباءته، يجرد ساقه ورجليه إظهارا لجوربيه المخططين وبابوجه المزركش، يغصب نفسه على القراءة ناظرا من وراء نظارتين ذهبيتين، غرته الأبهة فركبهما فوق أنفه الأفطس. كان يتزنر بحبل القد أو الشعر، ويكوكي خلف والده حاملا الجراب فلا يبلغ الحقل إلا بعد ألف جهد، حتى إذا مشى القلم المجهول في لوح القدر، تبدلت صورة هذا البيت.

فر أبو هلال من وجه العدالة إذ جرح أحد بني عمه جرحا مميتا، فإذا الثروة في انتظاره بالريو ديجانيرو. ربح الجائزة الأولى في «البيش»، فأصبح بين ليلة وضحاها من أصحاب بيوت المال، طويل التجارة، عريض الجاه. ومشى قدما، فأمسى سيدا خطيرا توقره الجالية، وسمعت كلمته أصحاب المقامات من رجالات البرازيل.

وأخذت السفاتج ترد على ابنه هلال حتى ازدحمت ببابه، فشخر ونخر. شاور والده في بناء بيت رفيع العماد تخسأ من النظر إليه أبناء عمومته فأجابه:

ولدنا العزيز هلال

احسب حساب غدرات الزمان، السترة تكفينا، ما سمعت قول المثل: على قد بساطك مد رجليك؟ لا تكبر فشختك يا ابني.

ناپیژندل شوی مخ