وقال مكار: شغل ثلاثة أيام على الدابة. وقال آخر: ريال مجيدي. وقال غيره: نصف مجيدي.
وكثر المتبرعون بأرباع المجيديات والبشالك والزهراويات.
17
ثم طغى التبرع فرقصت لحية الخوري الدبكة.
وانتظر الخوري دفعة الشيخ، ولكن الشيخ ظل هادئ الأعصاب، فقال الخوري: والشيخ بطرس؟
فمأمأ جناب الشيخ وقال: ار ... ار ... ريالين.
فصرخ الخوري: وا لو! ابن عمك منصور يدور على أبواب الناس؟ افتح كيسك، افتحه، الله يفتح بوجهك باب السماء ... إلياس دفع نصف مجيدي وما عنده عشا ليلة، ومتى مشته العضة بالرغيف ويدفع بشلكين، وأنت الشيخ بطرس، يدخل لك كل طلعة شمس مبالغ ... تدفع ريالين؟ هذي ما أنزلها الله بكتاب.
ولم ينفع الكلام، وحرن الشيخ. ظل عند قوله لا يتزحزح. نتش الخوري القائمة وعدلها بنظرة مستعجلة وهز برأسه وقال: تأخرنا، قوموا نصل.
وبينما هم خارجون من الكنيسة إذا بعجوز تدفع إليه بيد مرتعشة صرة نقود قائلة: احسبها يا معلمي. فحسبها الخوري، فأربت على ثلاثة ريالات، فألقاها في الكيس وبارك أم جرجس.
وكانت السهرة تلك الليلة عند المحترم، وفيما هم يسمرون فرحانين بما عملوا، جاء أحدهم وكان قد غاب عن الأخوية بإذن، فقال: عرفت أنكم تبرعتم اليوم لأخينا منصور لتعمروا بيته، لا تستأجروا معلما، أنا أبني البيت من أول حجر إلى آخر حجر.
ناپیژندل شوی مخ