اقزام جبابره

مارون عبود d. 1381 AH
111

اقزام جبابره

أقزام جبابرة

ژانرونه

اللحم المشوي ينبعث من كل بيت ... جنت الضيعة على مرأى خوريها وسمعه، وهو يسأل الله أن يمضي الأسبوع بسلام.

وخاب أمل الشباب بالعرس المنشود، فعملوا عرسا كاذبا أنفقوا عليه بسخاء، فأدرك الخوري أنها غلطته إذ ذكرهم لما وعظهم بما كانوا ناسين، ولكن الخوري ظل راضيا لأن جو الوئام لم يتعكر.

ومشى الخوري وخوريته ليلة السبت إلى بيت غنطوس يحملان أقراص الكبة وطنجرة هريسة،

14

وما بلغا الباب حتى سمع الخوري غنطوس يقول لعيلته: صلوا مرتين «أبانا» ومرتين «السلام»؛ لأجل عمكم المنقطعة أخباره في أميركا.

وعند انتهاء صلاة تلك العيلة البائسة دخل الخوري وزوجته بالطعام، فكان عشاء سري حقا.

وصباح اثنين الصوم لم يحضر القداس وحفلة «الرماد»

15

غير طنوس وعيلته، وبضعة عجائز وشيوخ؛ فتذمر الخوري، ولكنه «قبلها راسا براس» كما قال له أحدهم.

وقعد المصلون تحت سنديانة الكنيسة يتذاكرون حوادث المرفع في أثناء انتظارهم ساعي البريد، ثم انضم إليهم كثيرون من ذوي المهاجرين، وكل يترقب النجدة من وراء البحر، فانكشف ذاك النهار الميمون عن أعظم حدث في تاريخ القرية المتواضعة: رسالة من قنصل أميركا يسأل فيها عن غنطوس إلياس المحفوظ له في صندوق حكومة الولايات المتحدة مبلغ مائة وسبعين ألف دولار تركة له من أخيه.

ناپیژندل شوی مخ