وحينها وجهت إيفا ضربة لطيفة بأصابعها على ذارع روبرتا سائلة إياها: «فيم تفكرين؟» «لا أعرف.» «يستحيل ألا تعرفي. فيم تفكرين؟» «أفكر في الحياة.» «ماذا عن الحياة؟» «عن الناس.» «ماذا عن الناس؟» «عن الحلوى.»
ضربتها إيفا ضربة أقل رقة، مقهقهة: «ماذا عن الحلوى؟» «لا بأس بها.»
لاحقا، سنحت الفرصة لفاليري أن تصرح بأنها لم تولد في القرن التاسع عشر، على عكس ما يظن ديفيد، الذي يقول إن كل من ولدوا في هذه البلدة قبل الحرب العالمية الثانية إنما نشئوا فعليا في القرن التاسع عشر، وإن أسلوب تفكيرهم عتيق.
قالت فاليري: «إننا أكثر من أن نكون نتاجا لنشأتنا فحسب، كما تأمل أنت نفسك يا ديفيد.» وأضافت أنها كانت تنصت إلى كل الحوارات الدائرة حول التكدس السكاني والكارثة البيئية والكارثة النووية، والكوارث التي تقع هنا وهناك وتدمر طبقة الأوزون - ظلت الكوارث حديث المدينة سنوات طويلة - ولكن ها هم يجلسون معا، أصحاء جميعا، وعلى قدر نسبي من السلامة العقلية، يتناولون عشاء شهيا، ويحتسون خمرا لذيذة في الريف البديع الذي لم تطله يد الفساد.
قال ديفيد: «كان شعب الإنكا يتناول الطعام في أطباق ذهبية في الوقت الذي كان بيثارو يحط بسفنه على الشاطئ.»
قالت كمبرلي: «لا تتحدث وكأن الحل مستحيل.»
قالت روث بنبرة حالمة: «أعتقد أن الدمار حل بنا بالفعل. وأعتقد أن لدينا جميعا مفارقات تاريخية. لا، ليس هذا ما أعنيه. أعني أننا أطلال. بشكل أو بآخر نحن بالفعل أطلال.»
رفعت إيفا رأسها من بين ذراعيها المطويتين على الطاولة - وغطاء وجهها الشبكي منسدل على إحدى عينيها، وقد سالت زينة وجهها فتلطخ وجهها وبدا كزهرة مرقعة - وقالت بصوت عال وحازم: «إنني لست أطلالا.» فضحكوا جميعا.
قالت فاليري: «بالطبع لا!» وبعدها شرع الجميع في التثاؤب، ونهضوا عن مقاعدهم، وتبادلوا الابتسامات الرسمية الخجولة، وانطفأت الشموع، وحان وقت العودة إلى البيت.
قالت فاليري لهم: «استنشقوا هواء النهر الآن!» وبدا صوتها بائسا ورقيقا في الظلام. ••• «قمر محدب.»
ناپیژندل شوی مخ