قلت له: «نعم.» كنت سعيدة أيضا أنه لم ينتبه إلى الجزء المتعلق بالمعبد الزائف. كنت أقصد التعبير بصدق، لكن أسلوبي بدا متعاليا ومصطنعا. «اذكر لي أقمار المشتري.» «حسنا، لا أعرف الجديد منها. ثمة مجموعة من الأقمار الجديدة، أليس كذلك؟» «هناك قمران، لكنهما ليسا جديدين.»
قال أبي: «جديدان بالنسبة لنا. أصبحت تتكلمين بصفاقة شديدة الآن لأن المشرط بانتظاري.» «المشرط بانتظارك! يا له من تعبير!»
لم يكن مستلقيا في سريره الليلة، ليلته الأخيرة قبل العملية؛ فقد فصلوه عن جهازه، وكان جالسا في كرسي إلى جوار النافذة. وكانت ساقاه عاريتين حيث كان يرتدي مبذل المستشفى، لكنه لم يبد خجلا أو مستوحشا، بل بدا مطرقا ولكن ضحوكا، وكان مضيفا ودودا.
قلت له: «لم تذكر حتى أسماء الأقمار القديمة.» «أعطيني بعض الوقت. جاليليو سماها؛ آيو.» «هذه بداية جيدة.» «كانت أقمار المشتري أول الأجرام السماوية التي اكتشفت بواسطة التليسكوب.» قالها أبي بجدية وكأنه يستطيع أن يرى الجملة مخطوطة في كتاب قديم. وتابع قائلا: «ولم يكن جاليليو هو الذي سماها، بل كان شخصا ألمانيا. آيو وأوروبا وجانيميد وكاليستو . ها أنا قد ذكرتها.» «نعم.» «آيو وأوروبا كانتا صديقتي جوبيتر كبير آلهة الرومان، أليس كذلك؟ وجانيميد كان صبيا. راعي غنم؟ لا أعرف من كاليستو.»
قلت له: «أعتقد أنها كانت صديقة جوبيتر أيضا. زوجة جوبيتر حولتها إلى دب وعلقتها في السماء. الدب الأكبر والدب الأصغر. كان الدب الأصغر رضيعها.»
تردد صوت في الإذاعة الداخلية يؤذن بانتهاء ميعاد الزيارة ووجوب مغادرة الزوار للمستشفى.
قلت له: «سأراك عندما تخرج من غرفة الإفاقة.» «نعم.»
عندما وصلت إلى الباب، نادى علي قائلا: «لم يكن جانيميد راعي غنم، بل كان ساقي الخمر لدى جوبيتر.» •••
عندما غادرت القبة السماوية ظهر ذلك اليوم، جلت في أرجاء المتحف حتى وصلت إلى الحديقة الصينية. ورأيت الجمال الحجرية مرة أخرى، والمحاربين والمقبرة. وجلست على مقعد يطل على شارع بلور. وعبر الأجمات الدائمة الخضرة والسياج العالي المصنوع من الحديد المتشابك، شاهدت الناس يمرون من أمامي تحت ضوء شمس الأصيل. حقق عرض القبة السماوية الغرض المراد منه على أية حال؛ حيث هدأ من روعي واستنفد قواي. رأيت فتاة ذكرتني بنيكولا. كانت ترتدي معطفا واقيا من المطر، وتحمل كيسا من البقالة. كانت أقصر قامة من نيكولا - بل لم تبد قريبة الشبه بها بالمرة - لكنني ظننت أنني ربما سأرى نيكولا. ربما سأراها تتمشى في أحد الشوارع، ربما على مقربة من هنا - مثقلة وشاردة الذهن ووحيدة. أمست تنتمي الآن إلى عالم الكبار، وربما تكون واحدة من المتسوقين الذين يسيرون في طريقهم إلى بيوتهم.
إذا حدث ورأيتها، فلن أحرك ساكنا، وسأراقبها وحسب. هذا ما قررته. وأحسست كأني أحد هؤلاء الأشخاص الذين صعدوا لأعلى مستمتعين بموت مؤقت. شعور بالراحة، أستمتع به طالما دام هذا الإحساس. اختار أبي، واختارت نيكولا. ذات يوم، ربما في القريب العاجل، ستتصل بي، لكن الأمور لم تتغير عن ذي قبل.
ناپیژندل شوی مخ