32

Aqeedah of Loyalty and Disavowal - Al-Muqaddim

عقيدة الولاء والبراء - المقدم

ژانرونه

الآثار والملامح الدالة على المحبة والموالاة
المحبة يترتب عليها -كما ذكرنا- الموالاة والولاء، ويترتب عليها حقوق للمسلم على أخيه المسلم، فمن ذلك: المودة، يقول النبي ﷺ: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير)، فليس للكافر ولا للفاسق ولا للمبتدع من هذه المودة الكاملة نصيب.
ومن ملامح هذه الموالاة: النصرة، مناصرة المسلم مهما كان جنسه أو لونه أو أرضه أو وطنه، يقول الله ﷿: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا﴾ [الأنفال:٧٤]، وقال ﷺ: (المسلمون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم) وقال ﷺ (انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا)، وحينما سأله الصحابة: ننصره مظلومًا فيكف ننصره ظالمًا؟ فبين أن ذلك يكون بالأخذ على يديه إن كان ظالمًا فإن ذلك هو نصرته.
وقال ﵌: (ما من امرئ يخذل امرءًا مسلمًا في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلمًا في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته)، والحديث رواه الإمام أحمد وأبو داود.
وقال ﷺ: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله ﷿ في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة).
وقال ﷺ: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا.
ثم شبك بين أصابعه الشريفة ﵌.
وحينما نتأمل البنيان نجد أن البنيان يبنى على أعمدة وأركان ونحوها، وأقوى أجزاء البنيان الأعمدة والأركان، ففيها القوي وفيها الضعيف، والأركان دائمًا تكون أقوى، ثم الضعيف يتشابك بعضه مع البعض، فهذا يكون كالبنيان أي: كالحائط ليتقوى المؤمن في أمر دينه.

2 / 15