49

Approach to Da'wah in Light of Contemporary Reality

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

خپرندوی

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

ژانرونه

ولقد كان من أعظم أسباب جهل الناس بدينهم، وانحرافهم عن صراطه المستقيم، مخاطبتهم بما لا يعقلون، وبما لايحتاجون. أو بعبارة أخرى: مخاطبتهم بما هو فوق مستواهم الإيماني، والعلمي، أو بما لا حاجة لهم به، فكانوا يخرجون من كثير من الدروس العلمية كما دخلوا .. لقد كانت كثير من دروس العلماء في التوحيد فلسفةً، وعلم كلام .. في (العرض والجوهر ..) (والعدم والمعدوم) (والاسم والمسمى (١» مما لا يفهم منه العامة شيئًا، بدل أن يلقنونهم التوحيد من مصدريه الأساسين الكتاب والسنة، لذلك انفض العامة عن دروس العلماء .. وأقبلوا على مواعظ الدعاة، وحكايات الوعاظ، مما أضعف الحصيلة العلمية عندهم .. ولا تسأل بعد ذلك عما يفعله الجاهل ..؟؟ ! ! كما يجب على الداعية، أن يخاطب الناس بما ينفعهم، وبما يلبي حاجاتهم.

(١) ومن ذلك على سبيل المثال قولهم: «إن القِدم يضاد الحدوث، وليس العدم ضدًا للقدم، وإذا كان جواز العدم على القديم منتفيًا، كان وجوبه أولى بالانتفاء لقول الإمام: «فإن قُدِّر العدم واجبًا، كان ذلك محالًا ضرورة» (الشامل في أصول الدين) للجويني ص (٩٠)، نقلًا عن (كتاب الأشعرية وتطورها. لجلال موسى)، فانظر - يارعاك الله - الفرق بين هذا الذي يسمونه توحيدًا، وبين نصوص القرآن والسنة في التوحيد. فانظر في التوحيد قوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اللهُ الصّمَدُ ...﴾ فلا يوجد عربي إلا فهمها. وانظر إلى تعريف رسول الله ﷺ للشرك ما أبسطه، وما أقواه، وما أنفعه لما سئل رسول الله ﷺ عن أكبر الكبائر قال: «أن تجعل لله ندًا وهو خلقك» أخرجه البخاري (٤٤٧٧)، ومسلم (١٤١)، والند هو الشبيه والمثيل. ولاحاجة لمزيد تعليق. ولولا خشية الإطالة لنقلت من عباراتهم مما يسمونه توحيدًا مالايفهمه المسلمون إلا قليلًا جدًا منهم.

1 / 51