261

Approach to Da'wah in Light of Contemporary Reality

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

خپرندوی

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

ژانرونه

ثم إن تارك المستحب لا يعاقب، فكيف إذا ترك المستحب لوجه الله ﷿، فلعله مأجور بهذا الفعل وإن تركه، فقد قال ﷺ: «من ترك أمرًا لله عوضه الله خيرًا منه» (١).
كما يشرع للداعية تأخير الواجب المطلق (٢)
لتحصيل ما هو أوجب، أو تحقيق مصلحة، أو دفع مفسدة، وقد فعل هذا رسول الله ﷺ أكثر من مرة، لمصلحة الدعوة تارة، ولمصلحة المسلمين تارة أخرى، من ذلك مشروعية الجمع بين الصلاتين رفعًا للحرج.
وأما في باب الدعوة فكامتناعه ﷺ عن قتل عبدالله بن أبي بن سلول، وقد استحق ذلك، وصرح رسول الله ﷺ أن العلة في ذلك، خشية أن تشوه سمعة المسلمين «دعه، لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه» (٣)
وكتأخير رسول الله ﷺ قتل ثمامة ﵁ قبل أن يسلم، وقد استحق القتل، رجاء دعوته، وتحسين سمعة المسلمين خارج منطقتهم (٤).

(١) حديث حسن لغيره، رواه أبو نعيم في الحلية (٢/ ١٩٦)، والسلفي في الطيوريات (٩٦٠)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١٠/ ٣٧٤)، واللفظ لهم، ونحوه عند أحمد (٥/ ٣٦٣).
(٢) الواجب المطلق: هو ما أوجبه الله دون تحديد زمن، أو عدد، والمقصود هنا الواجب الذي لم يحدد زمنه، كفرض الحج، وقد أذن للمرأة تأخير هذا الواجب إلى حين توفر المحرم.
[راجع فتاوى ابن تيمية (١٩/ ٣٠٠)، (١٠ - ٥٣)]
(٣) سبق تخريجه راجع صفحة (٣٧)، وخلاصته: أن عبد الله هذا كان رأسًا للمنافقين، وكان يؤذي رسول الله ﷺ، وهو القائل: ﴿لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ..﴾ الآية في سورة المنافقون: ٨، فأنزل الله تلك الآيات في سورة المنافقين لهذه المناسبة.
(٤) وخلاصة قصة ثمامة: ستأتي في مطلب الجدل في السنة ص (٤٠٧).

1 / 263