162

قال: قلت: وكيف لا أحبه، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي))، ولقد رأيته بارز يوم بدر وهو يحمحم الفرس وهو يقول:

يا زاعمين حديث سني ... سنحنح(1) الليل كأني جنى

ثم قال: لمثل هذا ولدتني أمي، فما رجع حتى خضب سيفه دما.

وروى في حديث آخر: أنه قال هذه الأبيات عليه السلام يوم فتح خيبر، وقتل: مرحب، ولعله قال ذلك في الموضعين جميعا.

وروينا بالإسناد: أنه قال أسد بن إياس بن زنيم بن عبد بن عدي بن الدئل، وهو يحرض مشركي قريش على قتل علي بن أبي طالب عليه السلام، ويعزيهم بذلك:

في كل مجمع غاية أخزاكم

لله دركم ألما تنكروا

هذا بن فاطمة الذي أخزاكم ... جذع أبر على المذاكي القرح

قد ينكر الحر الكريم ويستحي

ذبحا وقتله قصعة لم تذبح

اعطوه خرجا واتقوا بضريبه

أين الكهول وأين كل دعامة

أفناهم ضربا وطعنا يفتلي ... فعل الذليل وبيعه لم تربح

في المعضلات وأين زين الأبطح

بالسيف يعمل حده لم يصفح

وهو الذي دهده يوم أحد

يوم مواسة النبي المهدي

وفيه قيل ذلك القول الجلي ... سبعا من الرايات بين الأسد

وجاءه بذي الفقار المهدي

في يوم أحد لا فتى إلا علي

هل الذي ناداه بالمدح العلي

ولا خلاف أن عثمان هرب

وفي أبي بكر خلاف هل ذهب ... عندك مولي عليه أو ولي

وعمر أنضاف إلى أهل الهرب

فيمن تولى هاربا أو لم يهب

ولم يقل من قال كان حاضرا

بل قيل لم يخدش بخدش كافرا

كم بين من أفنا الصفوف المعلمه ... بانه أعثر منهم عاثرا

فأيهم كان الشجاع الصابرا

طعنا وضربا في الحروب المضرمه

وبين من لم يفن قط نسمه

لمثل ذا قلنا الإمام حيدره

يكيلهم بالسيف كيل السندره ... ولا أهراق من عدو محجمه

غشمشم يفني رؤس الكفره

مخ ۱۶۶