انوار الربيع په انواع البديع کې
أنوار الربيع في أنواع البديع
كسوب ومتلاف إذا ما سألته ... تهلل واهتز اهتزاز المهند
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره ... تجد خير نار عندها خير موقد
ومنه قول كعب بن زهير في بردته وأولها:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيم إثرها لم يفد مكبول
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا ... إلا أغن غضيض الطرف مكحول
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة ... لا يشتكي قصر منها ولا طول
ومنها:
ولا تمسك بالعهد الذي زعمت ... إلا كما تمسك الماء الغرابيل
فلا يغرنك ما منت وما وعدت ... إن الأماني والأحلام تضليل
كانت مواعيد عرقوب لها مثلًا ... وما مواعيدها إلا الأباطيل
ومن مديحها:
وقال كل خليل كنت آمله ... لا ألهينك إني عنك مشغول
فقلت خلوا سبيلي لا أبا لكم ... فكلما قدر الرحمن مفعول
أنبئت أن رسول الله أوعدني ... والعفو عند رسول الله مأمول
فقد أتيت رسول الله معتذرا ... والعذر عند رسول الله مقبول
مهلًا هداك الذي أعطاك نافلة ال ... قرآن فيها مواعيظ وتفصيل
لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم أذنب وإن كثرت في الأقاويل
والغاية فيها قوله: إن الرسول لنور يستضاء به=مهند من سيوف الله مسلول وقوله أيضًا:
مقالة السوء إلى أهلها ... أسرع من منحدر سائل
ومن دعا الناس إلى ذمه ... ذموه بالحق وبالباطل
وقال ابن هشام: ومما يستحسن من شعر كعب قوله:
لو كنت أعجب من شيء لأعجبني ... سعي الفتى وهو مخبوء له القدر
يسعى الفتى لأمور ليس يدركها ... فالنفس واحدة والهم منتشر
والمرء ما عاش ممدود له أمل ... لا تنتهي العين حين ينتهي الأثر
ونمنه قول أمية بن أبي الصلت وهو ممن أدرك زمن النبي ﵌ ولم يسلم يمدح عبد الله بن جدعان:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... حياؤك إنَّ شيمتك الحياء
وعلمك بالأمور وأنت قرم ... لك الحسب المهذب والسناء
كريم لا يغيره صباح ... عن الخلق الكريم ولا مساء
إذا أثنى عليك المرء يومًا ... كفاه من تعرُّضه الثناء
وعلى ذكر هذه الأبيات سئل عطاء، ما معنى قول النبي ﵌: خير الدعاء دعائي ودعاء الأنبياء من قبلي وهو لا إله إلا الله وحده وحده، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير؟ فقال: هذا.
كما قال أمية بن أبي الصلت في ابن جدعان:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... حياؤك إن شيمتك الحياء
إذا أثنى عليك المرء يومًا ... كفاه من تعرضه الثناء
أفيعلم ابن جدعان ما يراد منه بالثناء عليه ولا يعلم الله ما يراد منه بالثناء عليه؟ وينسب هذا الجواب إلى سفيان بن عيينة كما في الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني والله أعلم.
ومنه قول فروة بن مسيك المرادي شاعر مخضرم من أهل اليمن، وفد على النبي ﵌:
فإن نغلب فغلابون قدما ... وإن نهزم فغير مهزمينا
وما إن طبنا جبن ولكن ... منايانا ودولة آخرينا
كذاك الدهر دولته سجال ... تكر صروفه حينا فحينا
فلو خلد الملوك إذن خلدنا ... ولو بقي الكرام إذن بقينا
إذا ما الدهر جر على أناس ... كلاكله أناخ بآخرينا
فقل للشامتين بنا أفيقوا ... سيلقى الشامتون كما لقينا
وقد تمثل ببعض هذه الأبيات الحسين بن علي ﵉ بكربلاء يوم قتله ومنه قول نهشل الدارمي وهو من المخضرمين أيضًا. كان شاعرًا شريفًا في قومه، وكان مع علي ﵇ في حروبه:
إنا محيوك يا سلمى فحيينا ... وإن سقيت كرام الناس فاسقينا
وإن دعوت إلى جلى ومكرمة ... يوما سراة كرام الناس فادعينا
وهي من قصيدة مشهورة مثبتة في أشعار الحماسة لأبي تمام.
ومنه قول الخنساء ترثي أخاها صخرًا وهو غاية في الانسجام:
أعيناي جودا ولا تجمدا ... ألا تبكيان لصخر الندى
ألا تبكيان الجري الجميل ... ألا تبكيان الفتى السيدا
طويل النجاد رفيع العما ... د ساد عشيرته أمردا
1 / 267