80

انوار نبي

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

ژانرونه

تعلمون أكرم على الله عز وجل؟ فقالوا: أنت (1)» أخرجه في القسامة.

وحديث مسلم عن أبي هريرة وحذيفة وحديثه معا في الشفاعة: وفيه قول إبراهيم (عليه السلام): «إنما كنت خليلا من وراء وراء»: أي من وراء مرتبة الحبيب التي هي المرتبة الحائلة بين الرب وجميع الخلق (2).

وحديث الحاكم في «تاريخه» عن أبي بن كعب: «والذي نفسي بيده إن إبراهيم ليرغب في شفاعتي (3)».

وحديث مسلم عن أبي بن كعب: إن الله تعالى قال له (عليه السلام) في مسألة ترديده في قراءة القرآن على حرف وعلى حرفين وعلى سبعة أحرف: «ولك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها، قال: فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم (عليه السلام) (4)».

إلى غيرها من الأحاديث الواردة في هذا الباب، كالأحاديث الواردة بأن عيسى (عليه السلام) إذا نزل في آخر الزمان يحكم بشريعته، ويكون على دينه وملته، والواردة في تمني غير واحد من المرسلين أن يكون من أمته وأتباعه المختصين به وزمرته، فإنها كلها تؤذن بأنه نبي الأنبياء، ورسول الرسل، وسيدهم، وإمامهم، وزعيمهم، وأخصهم، وأقربهم، وأعرفهم بالله، وأعلمهم به، وأولاهم بالكرامة، وأحقهم بالفخامة والزعامة، فيكون باسم الخلافة أولى وأحق، ولكل كرامة من الله لخلقه أسرع وأسبق، والخلفاء قبله وبعده نوابون عنه، وتابعون له، ولهذا لم يبعث إلى الخلق عامة إلا هو خاصة (صلى الله عليه وسلم)، ومما يؤذن بذلك أيضا ما ذكره غير واحد من المحققين من أن السجود الواقع لآدم (عليه السلام) من الملائكة إنما كان من أجل ما أكرم به في صورته الآدمية من الظهور بالسمة المحمدية وفي الفتوحات المكية سجود الملائكة لآدم إنما كان لأجل الصورة لا لأن علمهم الأسماء انتهى.

مخ ۱۴۷