عائذ في كتابه «المولد» قال كما نقله عنه الشيخ بدر الدين الزركشي في شرح بردة المديح، قال في شرح المواهب: وهذا أرسله ابن عباس، ومرسل الصاحب وصل في الأصح وحكمه الرفع؛ إذ لا مجال للرأي فيه انتهى، والله أعلم.
وأخرج أحمد وأبو داود في سننه، واللفظ له، والحاكم في المستدرك، والبيهقي، والطبراني في الكبير عن المقدام بن معديكرب الكندي مرفوعا: «ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ألا يوشك رجل ينثني شبعانا على أريكته يقول عليكم بالقرآن (1)» الحديث.
أخرجه أبو داود في باب لزوم السنة من كتاب السنة، وأخرجه الترمذي أيضا في أبواب العلم لكن لا بهذا اللفظ، وأورده الحافظ ابن حجر في أول لسان الميزان بلفظ: «ألا إني أوتيت الكتاب»، ومثله معه: «ألا إني أوتيت القرآن»، ومثله معه.
وذكر بقية الحديث ثم قال: حسنه الترمذي، وصححه الحاكم والبيهقي انتهى.
وأورده بعضهم من عند أبي داود وابن حبان من حديث المقدام أيضا بلفظ: «ألا إني أوتيت الكتاب وما يعدله .. الحديث».
ومعناه: أنه (صلى الله عليه وسلم) أوتي القرآن العظيم بما اشتمل عليه من الأحكام الظاهرة، والعلوم المتكاثرة التي يمكن أن تدرك منه لأهل العلم الظاهر بالوجوه المعروفة، والطرق المألوفة، ومثلها معها من الأحكام التي لم يصرح بها فيه، والعلوم التي لا يدركها منه أكثر العلماء، وإن كان يمكن أن تستنبط منه بوجه غير مألوف، وأمر غير معروف، لمن أمده الله بعلومه اللدنية، أو تقول معناه أنه (عليه السلام) أوتي القرآن العظيم بعلومه وأسراره وخواصه، وجميع ما يشتمل عليه من تصريح أو تلويح أو رمز أو إشارة، ومن ظاهر وباطن الباطن إلى غير ذلك من كل ما يمكن أن يعلمه منه البشر والخلق من غيره (صلى الله عليه وسلم)، وأوتي أيضا مثل ذلك وما يعدله من علوم أخر، وأحكام مختصة به، ومعارف وأسرار لا يحاط بها، انفراد بها (صلى الله عليه وسلم) ولم يؤتها أحد سواه، أخذها (صلى الله عليه وسلم) من ربه تبارك وتعالى بلا واسطة شيء، ويمكنه أخذها
مخ ۱۰۱