انوار نبي
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
ژانرونه
كان هذا عالم الجبروت، مفارقا لما سواه بذاته وصفاته وإياه، وبما تنزه عن الزمان والمكان، والأين والمثل والكيف، والإطعام والأذواق، والألوان، وكانت النفس الناطقة وهي العالم القريب بالتجريد من صفاته المحققة بالتوحيد، هي عرشه وفرشه، وحضرته وقدسه، وهي عالم الملائكة العظام، والحجب المقدسة الكرام، ثم إن عالم الكون والفساد والطباع الأربعة الأكوان، وبما انحصروا في القوة الحيوان، ولذلك كان النتاج من حيث هذه الروح الحيوانية عن الكل بالجزء، تبرز نوادرا من القوة للفعل، ثم تتطور وتنتقل من الاستعداد المعدني، ثم استعداد النبات، ثم استعداد الحيوان، ثم تتنزل الروح من العالم المشترك البرزخي، الذي هو الفصل بين العالمين، والوصل بين المتباعدين، عالم الروح الأمين بالاستعدادات الإنسانية إلى الكمل من الأشخاص الحيوانية، وبما نزفت الممكنات الكونيات بتنزل الواجبيات الآمريات، حكمة كحكمة، وسنة كسنة.
واعلم أنه ما خلف حجاب هذه الأكوان الحيوان غير عالم الجان، ونهايتها الإنسان، كما أن غاية الإنسان الرحمن، وما بين الإنسان والرحمن إلا الملائكة المقربون، والأرواح القدسيون المكرمون، وما نزفت من الأرواح الحيوانية تكون بالملائكية، وإن عكست انتقلت إلى الشيطانية، ومهما نزفت من الإنسانية إلى الملائكية فإلى النبوية، فإن أحجمت وقفت مع الملائكية، وإن نفدت فإلى الحضرات الرحمانية.
هذا فيما يعطى الترقي والتلقي مع الجاذب الملكي، والدليل النبوي.
وأما فيما تعطى التنزلات الربانية بالبطانات السريانية، فتخصيص لا يعقل سره ولا يدرك كنهه.
واعلم أن الاسم الذات المتصف بجميع الصفات بالذات يتجلى على أسماء الصفات الذات الوجودية، فيستغرقها في الذات، فإذا صارت ذوات وكلمات تامات تجلت على ما يليها من أسماء الأفعال، فرقتها إلى مقاماتها التي عنها انتقلت، فإذا كانت الأفعال صفات للذات نقلت المفعولات بالتجليات إلى مقام الأفعال، ثم يبرز الحيوان من أفلاكه الأربعة الطباع لإحكام الترتيب للأوضاع، والأمر كذلك ولا نهاية لذلك، أسرار تتنزل بالإلهية إلى الحيوانية، وتترقى بالروحانية إلى الرحمانية، وما بين هذا التنزل والترقي
مخ ۲۷۱