181

انوار نبي

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

ژانرونه

إلى أن قال: وسبب ذلك قومية الألوهية ما تستحقه لما علم أن لله تعالى في كل موجود وجها خاصا، يلقي إليه منه ما يشاء مما لا يكون لغيره من الوجود، ومن ذلك الوجه يفتقر كل موجود إليه وإن كان عن سبب انتهى.

وما ذكره العارف بالله سيدي عبد الوهاب الشعراني في «المنن الكبرى» آخر الجزء الأول في منة كثرة تصديقه للأولياء فيما يدعونه من الاطلاع على المغيبات في آخرها ونصه:

وبالجملة فلله تعالى في كل علم وعمل وغيرهما من سائر المخلوقات علم خاص لا سبيل لأحد من المخلوقين إلى الوصول إليه؛ لأنه من صفات الألوهية انتهى.

وما ذكره أيضا في «العهود المحمدية» في عهد أن نميط الأذى عن طريق المسلمين بعد ما ذكر أنه لا بد من السلوك على يد شيخ عارف بالله إلى أعلى معرفة منه؛ لإزالة الشبهة العارضة لسالك طريق الآخرة في عقائده ونصه:

وقد وضعت في ذلك ميزانا نحو كراسة أزلت به غالب الإشكالات التي في مذاهب الفرق الإسلامية كالجبرية والمعتزلة، ووضعت ميزانا أخرى تزيل الشبه التي تعرض للعبد في طريق المعرفة بالله تعالى، حاصلها أن الله تعالى لم يكلف عبدا بأن يعرف الله تعالى كما يعرف الله نفسه أبدا، وإن لله تعالى بنفسه علما اختص به لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل؛ لأنهم لو علموه لساووه في العلم، ولا قائل بذلك من جميع الملل فضلا عن دين الإسلام، وذلك أن الله تعالى لا يتحد مع عبده في حد ولا حقيقة ولا فصل ولا جنس.

فرد يا أخي جميع ما ورد في الآيات والأخبار من التنزيه إلى مرتبة علمه تعالى بنفسه، ورد جميع ما ورد في الآيات والأخبار من الصفات التي ظاهرها التشبيه إلى مرتبة علم خلقه تعالى به، فما أحوج الناس إلى التأويل إلا ظنهم بأن الله تعالى كلفهم بتعقل مرتبة التنزيه التي لا يتعقلونها، وإلا فلو علموا أنها خاصة به تعالى ما أولو شيئا، وكان يكفيهم الإيمان بأنه ليس كمثله شيء انتهى منه بلفظه.

وأفتى بالرابع- وهو التوقف- جماعة من المتورعين ممن تعارضت عندهم الأدلة في

مخ ۲۴۸