158

انوار نبي

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

ژانرونه

الأمر إذا انتقل إلى الآخرة يكون الإنسان الكامل ختما على خزانتها ختما أبديا ما نصه:

وكون الكامل ختما على خزانة الآخرة دليل على أن التجليات الإلهية لأهل الآخرة إنما هي بواسطة الكامل، كما في الدنيا، والمعاني المفصلة لأهلها مفرغة من مرتبته، ومقام جمعه أبدا، كما تفرع منه أزلا، وما للكامل من الكمالات في الآخرة، لا يقاس على ما له من الكمالات في الدنيا؛ إذ لا قياس لنعم الآخرة على نعم الدنيا، والله أعلم.

النور الثالث والعشرون وهو نور التفضيل:

فهو يكشف له (صلى الله عليه وسلم) على قدره بالنظر إلى الرسل (عليهم السلام) ومقر له بأنه سيد ولد آدم (عليه السلام).

وقول الله تعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطا فنحن في الأمم مثله هو في الأنبياء والرسل (عليهم السلام).

قلت: والجملة فيه أن أفضل الخلائق سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وبعده أفضل الخلائق غيره من الأنبياء والمرسلين، وبعد الأنبياء والمرسلين (صلوات الله تعالى عليهم أجمعين) أفضل بني آدم أمة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).

وأدلة تفضيله (صلى الله عليه وسلم) على غيره من جميع الخلق، والكلام على ذلك طويل منتشر جدا، وقد قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن يوسف السنوسي:

ثبوت شرفه (صلى الله عليه وسلم) وأفضليته على جميع المخلوقات يكاد أن يكون معلوما من الدين بالضرورة بحيث لا يحتاج إلى سرد دليل.

وقال المحققون: هو أفضل من كل واحد من الأنبياء والملائكة وجميع الخلق على حدته، وأفضل من مجموعهم، وأفضل من جميعهم، والموجودات وإن تفاوتت في الدرجات فهو في الدرجة التي لا درجة فوقها، والآيات والأخبار وأقاويل العلماء والآثار الدالة على ذلك كثيرة.

مخ ۲۲۵