انوار نبي
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
ژانرونه
بمستنكر ولا مستكثر منهم؛ فقد خالفوا أهل السنة والجماعة بما هو أنكر وأكثر، وإنما العجب من قوم ينكرونها ينتمون إلى أهل السنة، وهم أقسام:
فقسم منهم ينكرون على مشايخ الصوفية ومن ينتمي إليهم، ويسيئون الظن بهم، ويطعنون فيهم، وينكرون كراماتهم، والعجب كل العجب منهم في إنكارهم على سادات ما بين أوتاد وأبدال وصديقين عارفين بالله محققين، قد ملأوا الوجود كرامات وأنوار ومعارف وحكما وأسرارا يعدون إقبال الناس عليهم ليلا وإدبارهم عنهم نهارا قد صفوا بواطنهم من شوائب الكدر واستوى عندهم الذهب والمدرة والمدح والذم والشدائد والنعم، بل يعدون نعمة الدنيا منعا وبلاء، والشدة عطاء ورخاء، أعرضوا في بدايتهم عما سوى الله فخصوا في نهايتهم من فضل الله ما لا يعلمه إلا الله، فما ظنهم بقوم ضبطوا أنفاسهم مع الله، فشغلهم طول دهرهم بمراقبته.
يقول الصغير منهم: وقفت على باب قلبي عشرين سنة ما جاز به شيء لغير الله إلا رددته، أما علموا أن أعلام العلماء الصالحين الحلماء لم يزالوا قديما وحديثا يعتقدون طائفة الصوفية ويزورونهم ويتبركون بمجالستهم ودعائهم وآثارهم ويحترمونهم.
وقد روي أن الإمام تقي الدين بن دقيق العيد المشهور كان يزور بعض الفقراء ويطلب منه الدعاء، ويخضع ويتذلل بين يديه حتى أنه قال في وقت: لهو عندي خير من مائة فقيه ، أو قال: ألف فقيه.
وكذلك الإمام النووي كان يجتمع وينتفع بالشيخ ياسين المزين ويستمع كلامه، ويقبل إشارته حتى أنه أمره بالسفر ورد ما كان عنده من الكتب المستعارة قبل موته بقليل فامتثل أمره، وقبل إشارته، وسافر راجعا إلى بلدته، فمرض، وتوفي بين أهله وإخوته.
وكذلك الإمام مفتي الأنام عز الدين بن عبد السلام كان يعتقد المشايخ ويقول بفضلهم حتى أنه سئل عن الخضر (عليه السلام) أحي هو؟ فقال: ما تقولون لو أخبركم ابن دقيق العيد أنه رآه بعينه أكنتم تصدقونه؟ قالوا: أي والله نصدقه. قال: فو الله لقد أخبر عنه سبعون صديقا أنهم رأوه كل واحد منهم خير من ابن دقيق العيد.
مخ ۲۱۰