132

انوار نبي

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

ژانرونه

النوع السادس: طي الأرض لهم من غير حركة منهم:

من ذلك ما روي أن بعضهم كان في جامع «طرسوس» فاشتاق إلى زيارة الحرم، فأدخل رأسه في جيبه ثم أخرجه وهو في الحرم.

وكذلك اجتمع جماعة في بعض البلدان البعيدة في يوم عرفة، فاغتسلوا، وصلوا، وأحرموا، ثم سجدوا، ومكثوا فيها ما شاء الله تعالى، ثم رفعوا رءوسهم وإذا هم ينظرون الجمال سائرة من منى إلى عرفات.

وعن الشيخ سهل بن عبد الله التستري قال:

توضأت في يوم الجمعة، فمضيت إلى الجامع في أيام البداية، فوجدته قد امتلأ بالناس وهم الخطيب أنا يرقى المنبر، فأسأت الأدب، ولم أزل أتخطى رقاب الناس حتى وصلت إلى الصف الأول، فجلست وإذا عن يميني شاب حسن المظهر طيب الرائحة عليه أطمار الصوف، فلما نظر إلي قال: كيف تجدك يا سهل؟ فقلت: بخير أصلحك الله، وبقيت متفكرا في معرفته، وأنا لم أعرفه، فبينما أنا كذلك إذ أخذني حذقان بول فأكربني، فبقيت على وجل خوفا أن أتخطى رقاب الناس، وإن جلست لم يكن لي صلاة، فالتفت إلي وقال: يا سهل أخذك حذقان بول. فقلت: أجل. فنزع إحرامه من منكبه، فغشاني به، ثم قال: اقض حاجتك وأسرع تلحق الصلاة.

قال: فأغمي علي، وفتحت عيني فإذا بباب مفتوح، فسمعت قائلا يقول:

لج الباب يرحمك الله. فولجت، وإذا أنا بقصر مشيد عالي البنيان، وإذا بنخلة قائمة، وإذا بجنبها مطهرة مملوءة ماء أحلى من الشهد، ومنزل لإراقة الماء، ومنشفة معلقة وسواك، فحللت لباسي، وأرقت الماء ثم اغتسلت، وتنشفت بالمنشفة، فسمعته يناديني، ويقول: إن كنت قضيت إربك فقل: نعم. فقلت: نعم. فنزع الإحرام عني، وإذا أنا جالس بمكاني، ولم يشعر بي أحد، فبقيت متفكرا في نفسي وأنا أكذب نفسي فيما جرى، فقامت الصلاة فصلى الناس وصليت معهم ولم يكن لي شغل إلا الفتى لا أعرفه.

فلما فرغ تبعت أثره فإذا به قد دخل إلى درب، فالتفت إلي، وقال: يا سهل، كأنك ما أيقنت بما رأيت.

مخ ۱۹۹