انوار نبي
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
ژانرونه
وكان لا يدعوه أحد من أصحابه وغيرهم إلا وقال: لبيك.
وكان إذا جلس مع الناس إن تكلموا في معنى الآخرة أخذ معهم، وإن تحدثوا في طعام أو شراب تحدث معهم، وإن تكلموا في الدنيا تحدث معهم رفقا بهم وتواضعا لهم.
وكان يتناشدون الشعر بين يديه أحيانا، ويذكرون أشياء من أمر الجاهلية، ويضحكون فيبتسم هو إذا ضحكوا، ولا يزجرهم إلا عن حرام.
النور الثامن عشر وهو نور الأتباع:
فما ظهر لهم من النصر بالسنان فإنهم استفتحوا بلاد الكفر من بعده (صلى الله عليه وسلم) وما فتح الله به، وما ظهر على رجال أمته من الكرامات على العلماء من العلوم على أنحائها.
وبالجملة: ظهر أن الأمر فيه مع الأنبياء والرسل هو الأمر فيهم مع العلماء والملل والدول.
وقوله تعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس [البقرة:
143] فهي ذلك الآية.
* قلت: فهو نور الأمم: أي البادي في نفسه المبدي لغيره، والأمم: جمع أمة، وهى الطائفة القاصدة لمأم: أي مقصد يقصده؛ ليهتدي به مما أحست به من ضلال مسلكها، وأن الله عز وجل كما ورد: خلق الخلق في ظلمة (1)، وظلمة الخلق ذواتهم وإحساسهم بأنفسهم، تلك ظلمتهم التي طمست عنهم الوجد بربهم، ثم تضاعفت عليهم ظلم ذواتهم دركة دركة إلى أسفل سافلين وإلى أطباق سجين، بحيث صارت أدنى الظلمتين طمسا أهونهما بما يداخل أدنى الظلمتين من نور يظهر ظلمه أشدهما، وكل نور يظهر ذاتا من ذوات الخلق؛ فهو بما يظهر نور، وبما هو دون إراءة الحق وإظهار نور الله ظلمة.
مخ ۱۷۸