وأما من مقدمات كاذبة فقد يكون أن يجتمع صدق إذا كانت جميعا كذبا أو الواحدة. إلا أنه ليس أيما اتفق منها، ولكن الثانية إن هى أخذت كلها كذبا. فإن لم تؤخذ المقدمة كلها كذبا، فقد يجوز أن تكون النتيجة صدقا، على أن يكون الكذب فى أيما اتفق من المقدمتين. وبيان ذلك أن تكون ا مقولة على كل ح وغير مقولة على شىء من ٮ، وٮ غير مقولة على ح لأن ذلك قد يمكن مثل أن الحى غير مقول على كل شىء من الحجارة، والحجر غير مقول على واحد من الناس. فإن أخذت ا مقولة على كل ٮ وٮ مقولة على كل ح، فإن ا تكون مقولة على كل ح. فإذن قد تكون النتيجة صدقا إذا كانت كلتا المقدمتين كذبا، لأن كل إنسان حى. وكذلك يعرض فى القياسات السالبة، لأنه قد يجوز أن تكون ا غير مقولة على شىء من ح، و ٮ غير مقولة على شىء من ح، و ا مقولة على كل ٮ، مثل أنه إن أخذت حدود وصير الإنسان الحد الأوسط، فإن الحى غير مقول على شىء من الحجارة، والإنسان غير مقول على شىء من الحجارة، والحى مقول على كل إنسان. فإذن إن أخذنا ما هو مقول على كل الشىء إنه غير مقول على شىء منه، وما هو غير مقول عليه إنه مقول على كله، فإنه يكون من هاتين المقدمتين — وهى كذب — نتيجة صادقة.
وكذلك يتبين [و]إن أخذ كل واحدة من المقدمتين بعضها كذب. فإن كانت الواحدة كذبا واتفق أنها المقدمة الأولى وكانت كلها كذبا كمقدمة ا ٮ، فإن النتيجة لا تكون صدقا . وأما إن كانت مقدمة ح كلها كذبا فإن النتيجة تكون صدقا وأعنى بكلها كذبا المقدمة التى يوجد الصدق فى ضدها، مثل أنه إن كان الحيوان غير موجود فى شىء من الموضوع، فيؤخذ موجودا فى كله. وإن كان موجودا فى كله يؤخذ غير موجود فى شىء منه.
مخ ۲۳۳