فإن قلت: فعلام دلت الآية؟
قلت: على العصمة من وجوه:
الوجه الأول: أنه قصر الإرادة على الإذهاب للرجس([15]).
الوجه الثاني: أنه أثبت إذهاب الرجس أولا ومن لازمه ثبوت التطهير ولم يكتف به حتى صرح بإثبات التطهير.
الوجه الثالث: أنه لم يكتف بإثبات التطهير حتى أكده بقوله (تطهيرا).
الوجه الرابع: أنه أتى باللام في قوله: (ليذهب) المؤكدة لإرادة الإذهاب، وأصله: إنما يريد الله ليذهب فزيدت اللام لتأكيد تعلق الإرادة بالإذهاب كما زيدت لتأكيد الإضافة في قولهم: (لا أبا لك).
الوجه الخامس: أنه قرنهم في الحكم بالنبي([16])صلى الله عليه وآله وسلم المعصوم قطعا ولم يثبت لهم وحدهم إشارة إلى أن حكمهم حكمه صلى الله عليه وآله وسلم ([17]).
الوجه السادس: أنه قرن الحكم عليهم بالتطهير بالنداء([18]) الذي يشعر بكون المنادى في أعلا مراتب التعظيم.
فإن قلت: إن ظاهر الآية إذهاب الرجس الذي هو النجاسات الحقيقية والتطهير منها.
قلت: لو حمل عليه لما كان للآية معنى إذ هم كغيرهم فيها، وأيضا هو إخبار فيلزم أن يكون متعلقه على ما هو عليه وهو هنا مختلف قطعا فيلزم أن يكون كذبا وهو محال على الله تعالى، فوجب أن يحمل على الأرجاس المجازية التي هي رجس المعاصي([19]).
فإن قلت: من أين تعلم إذهاب كل رجس حتى يثبت([20]) العصمة؟
مخ ۱۰