90

انموذج جلیل

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

پوهندوی

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

خپرندوی

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

د ایډیشن شمېره

الأولى،١٤١٣ هـ

د چاپ کال

١٩٩١ م

د خپرونکي ځای

الرياض

(مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ) . فلم يجعلهم مؤمنين ولا كافرين؟ قلنا: المنافق وإن كان في الظاهر أحسن حالًا من الكافر إلا أنه عند الله تعالى وفى الآخرة أسوأ حالا منه، لأنه شاركه الكفر، وزاد عليه الاستهزاء بالإسلام وأهله، والمخادعة لله وللمؤمنين. * * * فإن قيل: الجهر بالسوء غير محبوب لله تعالى أصلا، بل المحبوب عنده العفو والصفح والتجاوز. فكيف قال: (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) . أى إلا جهر من ظلم؟ قلنا: معناه ولا جهر من ظلم، فإلا بمعنى ولا، وقد سبق نظيره وشاهده في قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً) . * * * فإن قيل: كيف جاز دخول بين على أحد في قوله تعالى: (وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ) . وبين تقتضى أثنين فصاعدًا، يقال: فرقت بين زيد وعمرو أو بين القوم، ولا يقال فرقت بين زيد؟ قلنا: قد سبق هذا السؤال وجوابه في قوله تعالى: (عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ) . وفى آخر سورة البقرة أيضًا.

1 / 89