81

انموذج جلیل

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

پوهندوی

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

خپرندوی

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

د ایډیشن شمېره

الأولى،١٤١٣ هـ

د چاپ کال

١٩٩١ م

د خپرونکي ځای

الرياض

الثانى: معناه أنه ليس له أن يقتله مع تيقن إيمانه، بل له أن يقتله إذا غلب على ظنه أنه ليس
بمؤمن، وهو في صف المشركين وإن كان في نفس الأمر مؤمنًا.
* * *
فإن قيل: كيف يقال: إن أهل الكبائر من المؤمنين لا يخلدون فى
النار والله تعالى يقول: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) ؟
قلنا: معناه متعمدًا قتله بسبب إيمانه، والذى يفعل ذلك يكون كافرا.
الثانى: أن المراد بالخلود طول المكث، لأن الخلود إذا لم يؤكد بالأبد
يطلق على طول المكث، كما يقول خلد السلطان فلانا في الحبس إذا اطال حبسه.
* * *
فإن قيل: كيف قال: (فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً) . ثم قال: (وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (٩٥) دَرَجَاتٍ مِنْهُ)؟
قلنا: المراد بالأول التفضيل على القاعدين عن الغزاة بعذر، فإن
لهم فضلا لكونهم مع الغزاة بالهمة والعزيمة والقصد الصالح، ولهذا
قال: (وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى) . يعنى الجنة أي كلا من

1 / 80