انموذج جلیل

Zein al-Din al-Razi d. 666 AH
35

انموذج جلیل

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

پوهندوی

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

خپرندوی

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

د ایډیشن شمېره

الأولى،١٤١٣ هـ

د چاپ کال

١٩٩١ م

د خپرونکي ځای

الرياض

وجواز الرهن لا يختص بالسفر؟ قلنا: لم يذكره لتخصيص الحكم به، بل لما كان السفر مظنة عوز الكاتب والشاهد الموثوق بهما أمر على سبيل الإرشاد، ولحفظ مال المسافرين بأخذ الرهان. * * * فإن قيل: ما فائدة ذكر القلب في قوله: (فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) . مع أن الجملة هى بالإثم لا القلب وحده؟ قلنا: كتمان الشهادة هو أن يضمرها، ولا يتكلم بها، فلما كان ذلك إثمًا مقترفًا بالقلب ومكتسبًا به أسند إليه. لأن إسناد الفعل إلى الجارحة التى يعمل بها أبلغ كما يقال: هذا مما أبصرته عينى وسمعته أذنى وعلمه قلبى. * * * فإن قيل كيف قال: (وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ) . وما يحدث به الإنسان نفسه لا يأثم به ما لم يفعله، إما لأنه لا يدخل الإحتراز عنه في الوسع والطاقة أو بالحديث المشهور. قلنا: قيل: أريد بالآية العموم ثم نسخ بقوله تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) . وقيل لا نسخ فيها لأنه خبر لا أمر أو نهى بل العموم غير مراد، وإنما المراد ما يمكن الاحتراز عنه، وهو العزم

1 / 34