انموذج جلیل

Zein al-Din al-Razi d. 666 AH
33

انموذج جلیل

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

پوهندوی

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

خپرندوی

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

د ایډیشن شمېره

الأولى،١٤١٣ هـ

د چاپ کال

١٩٩١ م

د خپرونکي ځای

الرياض

الحق الوعيد بأكله مع أن لابسه ومدخره وواهبه أيضًا في الإثم سواء. قلنا: لما كان أكثر الإنتفاع بالأكل عبر عن أنواح الإنتفاع بالأكل كما يقال أكل فلان ماله كله إذا أخرجة في مصالح الأكل وغيره. * * * فإن قيل: كيف خص الأكل بذكر الوعيد دون المطعم وكلاهما آثم؟ قلنا: لأن انتفاعه الدنيوى بالربا أكثر من انتفاع المطعم. * * * فإن قيل: كيف قال: (إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا) . والكلام في الربا، ومقصودهم تشبيهه بالبيع فقياسه إنما الربا مثل البيع؟ قلنا: جاءوا بالتمثيل على طريق المبالغة، وذلك أنه إذا بلغ من اعتقادهم استحلال الربا أنهم جعلوه أصلًا في الحل والبيع فرعًا لقولهم: القمر كوجه زيد والبحر ككفه إذا أرادوا المبالغة. * * * فإن قيل: كيف قلتم أن أهل الكبائر لا يخلدون في النار، وقد قال الله تعالى في حق آكلى الربا: (وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)؟ قلنا: الخلود يستعمل بمعنى طول البقاء، وإن لم يكن بصفة التأبيد. يقال: خلد الأمير فلانًا في الحبس إذا طال حبسه، أو قوله: فأولئك إشارة إلى من عاد إلى استحلال الربا بقوله: إنما البيع مثل الربا، بعد نزول آية التحريم، وذلك يكون كافرًا والكافر مخلد في النار.

1 / 32