116

انموذج جلیل

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

پوهندوی

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

خپرندوی

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

د ایډیشن شمېره

الأولى،١٤١٣ هـ

د چاپ کال

١٩٩١ م

د خپرونکي ځای

الرياض

فإن قيل: كيف قال: (مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ ...) والجعل هو الخلق بدليل قوله تعالى: (وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا) وقوله: (وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ) وخالق هذه الأشياه هو الله تعالى؟ قلنا: المراد بالجعل هنا الإيجاب والأمر أي ما أوجبها ولا أمر بها. وقيل: المراد بالجعل التحريم. * * * فإن قيل: قول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ) . يدل على عدم وجوب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وهما واجبان؟ قلنا: معنى قوله: "أنفسكم " أهل دينكم كما قال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) أى أهل دينكم، وقيل: المراد به آخر الزمان عند فساد الناس، وتعذر الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وهو زماننا هذا. * * * فإن قيل: كيف تقول الرسل: (لا علم لنا) إذا قال الله تعالى لهم (ماذا أجبتم) وهم عالمون بماذا أجيبوا؟ قلنا: هذا جواب الدهشة والحيرة، حين تطيش عقولهم من زفرة جهنم نعوذ بالله منها، ومثله لا يفيد نفى العلم ولا إثباته، الثانى: أنهم قالوا ذلك تعريضًا بالتشكى من قومهم واظهارا للالتجاء إلى الله

1 / 115