113

انموذج جلیل

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

پوهندوی

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

خپرندوی

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

د ایډیشن شمېره

الأولى،١٤١٣ هـ

د چاپ کال

١٩٩١ م

د خپرونکي ځای

الرياض

بقوله: "منهم " المنافقون أو اليهود على اختلاف القولين، وكلهم فاسقون؟ قلنا: المراد به فسقهم بموالاة المشركين ودس الأخبار إليهم لا مطلق الفسق، وذلك الفسق الخاص مخصوص بكثير منهم، وهم المذكورون في الآية في قوله تعالى: (تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ) لاشاملًا لجميعهم. * * * فإن قيل: كيف قال: (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ) وهذه الأعيان كلها مخلوقات الله تعالى فأين عمل الشيطان في وجودها؟ قلنا: فيه إضمار تقديره: إنما تعاطى الخمر والميسر ... إلى آخره أو مباشرته. * * * فإن قيل: مع هذا الإضمار كيف قال: مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ) وتعاطى الخمر والقمار ونحوهما من عمل الإنسان حقيقة؟ قلنا: إنما أضيف إلى الشيطان مجازًا، لأنه هو السبب في وجود الفعل بواسطة وسوسته وتزيينه ذلك للفساق وصار كما لو أغرى رجل رجلا بضرب آخر، فإنه يجوز أن يقال للمغرى: هذا من عملك، ونظيره قوله تعالى: (فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ) . * * * فإن قيل: كيف جمع الخمر والميسر والأنصاب والأزلام في الآية

1 / 112