لقد كنت إذن تخدعني بالكلام، وتزعم أنك اعتزلت الغرام.
أورست :
مولاي لم أخدعك، وإنما كنت أحاول أن أخدع ذاتي، وقد كنت تسمع أنيني وتلهفاتي، لم تر بعد ارتباط هرميون ببيروس ما حل بنفسي وما لقيت من حزني ويأسي، حتى تركت الأوطان والأوطار وسرت هائما في البحار، أصل الليل بالنهار، وأمزج الهموم بالأكدار، وكنت أحسبك لي في هذه الأيام رفيقا، وأرجو مساعدتك فإنك كنت بي برا رفيقا، وأنا أحاول سلو هرميون والنجاة من العذاب فلا أجد إلى ذلك سبيلا، وألتمس الهداية إلى الصواب فلا أرى لي دليلا، ولما أعياني ما أقاسي، ولم أجد لي من مواسي، جندت جيوش العدوان، وعقدت راية السلوان، وسرت إلى اليونان على أمل الظفر، ولكن إذ وقع القضاء عمي البصر.
بيلاد :
وماذا كان بعد ذلك ألقيت ما ترجوه هالك؟
أورست :
رأيت محفلا حشد إليه الأمراء، فرجوت أن يكون اجتماعهم لحرب، ألهو بها وينجلي عني الكرب، فكذبت ظني حقيقة الحال، وما كل مطلوب ينال، وسمعت الجيمع يتوعدون بيروس ويقولون: إنه نقض عهده وحفظ عدو اليونان عنده، وذلك أن ابن هكتور الذي نجا من عولس بحيلة أمه وقع معها في سهمه، فجذبته أرملة هكتور بعينيها، فمال عن هرميون إليها، وقد ساء ذلك أبا هرميون منلاس أما أنا فبالعكس، ورب غيظ نفس فيه شفاء نفس، إلا أن تلك الغادرة التي رعيت ذمامها، استرجعت فورا في قلبي مقامها، ورأيت أن غيظي كاد ينتهي وأن قلبي عن حبها لا ينتهي.
بيلاد :
من ليس يسأل عني
فلست أسأل عنه
ناپیژندل شوی مخ