ولما كانت شعوب إيطاليا الشمالية مخلصة له، كان صادقا معهم في تصريحاته ووعوده، ثم أسس في كريمونا مستعمرة من خمسة آلاف شخص وخلع على المدينة حقوق المواطن الروماني.
28
ويقولون إنه في عام 52ق.م.
29
منح المدن الأخرى التي وراء نهر البو حق الانتخاب والملكية، فاتخذ الحزب الأرستقراطي هذا التصرف ذريعة قوية للهجوم عليه في روما، وعزم الحزب على أن يسحب منه حكم الولايات الغالية.
وبينما كانت تجري الأمور على هذا المنوال في موطنه الأصلي حوالي عام 52ق.م. كان فرجيل يشق طريقه، وهو في الثانية عشرة ، داخل المدينة التي كثيرا ما سمع عنها، والتي مكنه خياله الشعري من أن يرفع هامتها على جميع المدن الأخرى ولا سيما مانتوا، كما تعلو أشجار السرو على أشجار الصفصاف البضة.
فلما وصل إلى روما كانت تجري بها حوادث ذات أثر قاطع في تاريخ العالم؛ فقد كان العراك الدائر بين حزبي الأشراف والعامة قد بلغ ذروته، وكانت هناك قوات مسلحة تحت قيادة كلوديوس
Clodius
تدافع عن الحزب الشعبي، وبقيادة ميلو
Milo
ناپیژندل شوی مخ