إلا الأسد.
الجميع يخافونه وهو لا يخاف أحدا.
الحيوان الوحيد الذي يخاف منه الأسد.
هو الإنسان.
أو بالضبط هو ذلك الإنسان الذي بما منح من ذكاء وإرادة وسلاح يستطيع أن يواجه الأسد وهو لا يمثل أنه خائف منه، ولكن حقيقة وصدقا غير خائف منه، بل ربما شاعر أنه الأقوى.
ولا بد لكي تروض الأسد أن تروض نفسك أولا بحيث تصل إلى الدرجة التي تواجه فيها أسدا أو عدة أسود وأنت غير خائف منها.
الأسد وحده أدرك أن ذلك الرجل، الرجل الذي يعرفه جيدا وتعود منه دائما أن يمد أصابع نظراته الغريزية إلى أعمق أعماقه فلا تنبئه الغرائز إلا بأن الرجل ليس فقط غير خائف منه ولكن يأمره وينهره ويملك إرادة وثقة بنفسه أقوى بكثير مما لديه؛ هو الملك، وأن عليه إن أراد البقاء أن يخاف ويطيع.
ولا بد للإنصاف هنا أن أذكر أن إنسانا آخر في الخيمة كان يعرف. ذلك الشاب الذي ما توقف لحظة واحدة عن الطواف حول القفص وملاحقة نظرات الأسود التي تلاحق الحلو. ذلك الشاب الذي عرفت فيما بعد أنه ابنه والذي خلفه. كان هو الآخر بغريزته العظمى يعرف ويدرك، فهو يعرف الأسود جيدا، رباها مع أبيه وصاحبها، ويعرف أباه جيدا، ويعرف لا بد كنه هذه النظرات الخارجة من عيون الأسود، ومعنى تلك النظرة التي تواجهها والخارجة من عيون أبيه.
وحتى ما تلا هذا من حركات لم تغير الموقف.
إن محمد الحلو مدرب قديم، باعه طويل، وجراب خبراته مليء، إن المسألة ليست شجاعة وبطولة فقط. إنها أيضا مليئة بالصنعة والحنكة والدهاء.
ناپیژندل شوی مخ