بسم الله الرحمن الرحيم
لكل عصر خصائصه وضروراته ومتطلباته، وهى تنطلق من الأوضاع الإجتماعيه والفكرية السائدة في ذلك العصر، ولكل عصر مشاكله وملابساته الناتجة من تغيير المجتمعات والثقافات، وهو تغيير لا ينفك عن مسيرة المجتمع التاريخية الفكرية الفاعلة، هو ذلك الذي فهم الضرورات والمتطلبات، وادرك المشاكل والملابسات.
هذا ما قاله البحاثة الفريد الفقيه والمفسر المعاصر الأمثل، العلامة آية الله العظمى مكارم الشيرازي في دوافع تأليف تفسيره الأمثل.
ويقول: واجهنا دوما أسئلة وردت الينا من مختلف الفئات وخاصة الشباب المتعطش الى نبع القرآن عن التفسير الأفضل.
هذه الأسئلة تنطوي ضمنيا على بحث عن تفسير يبين عظمة القرآن عن تحقيق ولا عن تقليد ويجيب على ما في الساحة من احتياجات وتطلعات وآلام وآمال ... تفسير يجدي كل الفئات، ويخلو من المصطلحات العلمية المعقدة. وهذا التفسير دون على أساس هذين الهدفين.
ولتنفيذ هذا الهدف العظيم، صمم قسم الترجمة والنشر لمدرسة الامام أميرالمؤمنين(عليه السلام)بعرض جديد لكامل التفسير الأمثل، فأعاد النظر وإمعان فيه بدقة، مع تصحيح الأخطاء المطبعية والإنشائيه والإملائية، واضافة كثير من الاحاديث التي كانت محذوفة في الطبعة الاولى.
ونثمن جهود وإشراف سماحة حجة الإسلام والمسلمين المحقق الشيخ مهدي الأنصاري، وكذلك نشكر الإخوة حجة الإسلام السيد أحمد القبانچي والأخ الفاضل الشيخ هاشم الصالحي بمساهمتهما في هذا المهم وداما مشكورين.
نأمل أن يكون مقبولا لدى الباري عز إسمه وجميع الباحثين في حقائق القرآن الكريم.
قسم الترجمة والنشر لمدرسة الإمام أميرالمؤمنين(عليه السلام)
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل
الجزء الاول
تأليف
العلامة الفقيه المفسر آية الله العظمى
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
جميع الحقوق محفوظة لفريق مساحة حرة
[![](../Images/logo4.png)](http://www.masaha.org)
<http://www.masaha.org>
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
ما هو التفسير؟
التفسير في اللغة الإبانة وإماطة اللثام.
ولكن هل يحتاج القرآن إلى إبانة وإماطة لثام ... وهو «النور» و«الكلام المبين»؟!
كلا، ليس على وجه القرآن لثام أو نقاب ... بل إننا بالتفسير ينبغي أن نكشف اللثام عن روحنا، ونزيح الستار المسدول على بصيرتنا، فنستجلي بذلك مفاهيم القرآن ونعيش أجواءه.
من جهة اخرى، ليس للقرآن بعد واحد ... نعم، له بعد عام ميسر للجميع، ينير الطريق، ويهدي البشرية إلى سواء السبيل.
وله أيضا أبعاد اخرى للعلماء والمتفكرين، لأولئك الطامحين إلى مزيد من الإرتواء ... وهؤلاء يجدون في القرآن ما يروي ظمأهم إلى الحقيقة، ويغرفون من بحره قدر آنيتهم ... وتتسع الآنية باتساع دائرة السعي والجهد والإخلاص.
هذه الأبعاد أطلقت عليها الأحاديث اسم «البطون» ... بطون القرآن ... وهي لا تتجلى للجميع، أو بعبارة أدق لا تقوى كل العيون على رؤيتها.
والتفسير يمنح العيون قوة، ويقشع عن البصائر الحجب والأستار، ويمنحنا اللياقة لرؤية تلك الأبعاد بدرجة واخرى.
مخ ۵