وقال قيس بن زهير في مالك بن زهير ومالك بن بدر:
أخي والله خير من أخيكم ... إذا ما لم يجد بطل مقاما
أخي والله خير من أخيكم ... إذا ما لم يجد راع مساما
أخي والله خير من أخيكم ... إذا الخفرات أبدين الخداما
قتلت به أخاك وخير سعد ... فإن حربا حذيف وإن سلاما
تردّ الحرب ثعلبة بن سعد ... بحمد الله يرعون البهاما
وكيف تقول صبر بني حجان ... إذا غرضوا ولم يجدوا مقاما «١»
وتغني مرّة الأثرين عنّا ... عروج الشاء تتركهم قياما
ولولا آل مرة قد رأيتم ... نواصيهنّ ينضون القتاما «٢»
وقال نابغة بني ذبيان «٣»:
أبلغ بني ذبيان أن لا أخالهم ... بعبس إذا حلّوا الدماخ فأظلما «٤»
بجمع كلون الأعبل الجون لونه ... ترى في نواحيه زهيرا وحذيما «٥»
هم يردون الموت عند لقائه ... إذا كان ورد الموت لا بدّ أكرما
ثم إن بني عبس ارتحلوا عن بني عامر، فساروا يريدون بني تغلب، فأرسلوا إليهم أن أرسلوا إلينا وفدا فأرسلت إليهم بنو تغلب بستة عشر راكبا منهم ابن الخمس التغلبي قاتل الحارث بن ظالم، وفرح بهم بنو تغلب وأعجبهم ذلك. فلما أتى الوفد بني عبس قال قيس: انتسبوا نعرفكم، فانتسبوا، حتى مرّ بابن الخمس، فقال قيس: إن زمانا أمنتنا فيه لزمان سوء، قال ابن الخمس: وما أخاف منك، فو الله لأنت اذل من قراد بمنسم ناقتي «٦» فقتله قيس، وإنما يقتله بالحارث بن ظالم، لأن الحارث كان قتل بزهير بن جذيمة خالد بن جعفر بن كلاب، فلما رأى ذلك قيس قال: يا بني عبس ارجعوا إلى قومكم فهم خير أناس لكم فصالحوهم، فأما أنا فلا أجاور بيتا غطفانيا أبدا، فلحق بعمان فهلك بها. ورجع الربيع وبنو عبس، فقال الربيع بن زياد في ذلك «٧»:
حرّق قيس عليّ البلاد ... حتى إذا استعرت أجذما
أجذم: ذهب، ويقال إنه لمجذام الركض إذا أسرع.
1 / 67