قبل تلاقينا في سوق الكتب أو بعده؟
حسون :
بل بعد ذلك بأسابيع، وكنت نزيلا على بعض خانات المدينة، فكان من عجائب القدر أني اكتشفت مؤامرة تدبر في الخان لاغتيال الأمير الظافر وإزالة إمارته عن قرطبة، وكان شيطان الفتنة ورأس أفعاها هو الأمير حريز بطل الأندلس المشهور؛ فما اطلعت على سر المؤامرة وخطط أصحابها حتى ثار ثائري وغضبت لوطني ولقومي، فانسللت من الخان ليلا، وركبت جوادا كان معدا ليركبه بوق الثورة والفتنة، فعدوت حتى أتيت قصر السوسان فنبهت الأمير وحاشيته وحرسه، ولم أكن إلى تلك الساعة رأيت الظافر وجها لوجه ولا حضرت له مجلسا، وتأهب الجميع للقتال، وما لبثت الثوار أن طلعوا علينا آتين من نواحي المدينة يقودهم بطل الأندلس حريز، فتلقيناهم بصدور قد رحبت بالموت، ونفوس قد هشت إليه، وذكرنا إذ ذاك الوطن وحقه، وإشبيلية ومكانها في الأعناق، فحملنا حملة تحيد عنها الجبال، وكان الظافر طيب الله ثراه ...
ابن غصين (منزعجا) :
حدثني يا سيدي عن الظافر، قل لي كيف قاتل، وكيف قتله الغادرون؟
حسون :
تسألني عن الظافر كيف قاتل؟ سل حريزا عنه فهو ينبئك أنه الأسد.
ابن غصين :
وأين كنت من الأمير في ساعة البأس يا سيدي؟
حسون :
ناپیژندل شوی مخ