اميره د همت سړی: عربي تاریخ کې تر ټولو اوږده سوانح عمري
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
ژانرونه
وما إن التقته لحظة وصوله على رأس خمسين ألفا من المجاهدين حتى احتضنته، وكذلك عانقه الأمير عبد الوهاب، وتصادقا منذ اللقاء الأول إلى حد إبداء هارون الرشيد الرغبة الصادقة في أن يحارب هو وجيشه تحت رايات الأمير عبد الوهاب.
وتحمس الخليفة الصغير بعد اطلاعه على كافة المعلومات التي أحرزها أبو محمد البطال، متعجلا الإسراع في الخروج إلى ملاقاة جيش الأروام ومداهمته قبل أن يحدث العكس.
كانت الساعات المثقلة بخطر الهجوم تكتم الأنفاس على الجانبين، حتى علت طبول الحرب مدوية، وارتفعت أصوات المنادين معلنة التأهب، والركوب للجهاد وملاقاة الأعداء.
وما إن اندلعت رحى تلك الحرب القارية الجرارة، وامتد أمدها طويلا على طول آسيا الصغرى والبسفور ومداخل أوروبا الجنوبية والأندلس حتى تبدت شجاعة هارون العلوي - أو هارون
وتضحياته، إلى حد تعرضه للموت المحقق في أكثر من واقعة، مما دفع بالرشيد إلى ملازمته واقعة بواقعة، والإشادة بفضائل ترس الرسول التي انطبعت في ذاكرته أبد الدهر.
بل إن هارون الرشيد وقع في الأسر جنبا إلى جنب مع عبد الوهاب، وعاشا معا معاناة الأسر والسبي الرومي وتعذيبهما داخل غياهب السجون، لحين إقدام أبي محمد البطال على التوصل إليهما وفك أسرهما، والعودة بهما سالمين، محملا بالتهكمات والنكات التي أضحكت الجميع، وخاصة ذات الهمة.
وتزايدت منزلة الأمير عبد الوهاب في قلب الخليفة العباسي الخامس هارون، إلى حد أنه أصبح يكاتب أخاه الأكبر الخليفة الهادي مستفيضا في شرح مناقبه ومآثره في الدفاع عن حرمات العرب والمسلمين.
وكان الخليفة يتذكر من فوره ما أوصاه به الخليفة المهدي وهو على فراش الاحتضار: عينك على عبد الوهاب ... لا تغيب.
فلقد وصل عدوان التحالف الرومي وعناده في هذه الحرب المستعرة التي امتدت رحاها على رقعة هائلة من أرض المسلمين وثغورهم، إلى حد وصول طلائع فيالقهم إلى البصرة والكوفة، ونقل المعارك إلى مواقع الخلافة ذاتها، دون أن تهادن جحافلهم الفيالق العربية المتحالفة بقيادة ذات الهمة وعبد الوهاب وهارون الرشيد.
بل إن ما دفع بجيوش المسلمين إلى تلك الحالة غير المطمئنة من التراخي ... إلى حد استفحال خطر الأعداء الأروام الطامعين هو تلك الانقسامات العربية التي تفاقمت ... سواء على طول جبهات القتال أو داخل أروقة الخليفة الهادي، الذي أسلم قياده لوزرائه المتحالفين مع الأمير ظالم - عم ذات الهمة - الذي رأى في الحرب مغنما للنهب والثراء هو وابنه الحارث.
ناپیژندل شوی مخ