صدقت يا عم، ولكن المعتصم والعباس أشارا علي بقتلك.
إبراهيم :
أما حقيقة الرأي في السياسة وتدبير الملك فقد أشارا به عليك يا أمير المؤمنين، وما غشاك إذ كان ما كان مني. ولكن الله عودك العفو، وجنبك وضيع الانتقام.
المأمون :
نعم، وعفوت عنك، ولكنك تذهب في ذمة وزيري أحمد بن أبي خالد الأحول.
وأمر بفك أغلاله، ونادى المأمون أحمد، فقال له: خذه يا أحمد عندك، فهو صديقك، وأنت أولى به.
قال أحمد: وما تغني صداقتي عنه وأمير المؤمنين ساخط عليه، وإن كنت لا أمتنع من قول الحق فيه.
فقال إبراهيم: يا أمير المؤمنين، إن قتلتني فقد قتلت الملوك قبلك أقل جرما مني، وإن عفوت عني عفوت عمن لم يعف ملك قبلك عن مثله.
فسكت المأمون ثم تمثل:
فلئن عفوت لأعفون جللا
ناپیژندل شوی مخ