ذكرتك أن مرت بنا أم شادن
6
أمام المطايا تشرئب وتسنح
وشربنا يا أمير المؤمنين على هذا الغناء الجميل ساعة، واهتزت أعطافي، وسأل صاحب الدار الشابين عني فأخبراه أنهما لا يعرفانني، فقال: هذا طفيلي، ولكنه ظريف، فأجملوا عشرته.
وغنت الجارية بعد ذلك ثلاثة أدوار كلها من أدواري فأخطأت في الدور الثالث، فاستعدته منها لأصححه فغضبت، فقال أحد الشابين: «ما رأيت طفيليا أصفق منك وجها، لم ترض بالتطفيل حتى تريد تصحيح الغناء.» فأطرقت ولم أجبه، ثم قاموا للصلاة وتأخرت قليلا فأخذت عود الجارية فشددته وضبطته ضبطا محكما وعدت إلى موضعي فصليت، وعادوا فأخذت الجارية العود فمسته فعرفت أن أحدا مسه، فقالت: «من مس عودي؟» قالوا: «ما مسه أحد.» قالت: «بلى والله لقد مسه حاذق متقدم في الغناء.» قلت: «أنا أصلحته.» قالت: «فبالله خذه واضرب به.» فأخذته وضربت، فما بقي أحد في المجلس إلا وثب على قدميه وهز عطفيه، ثم قالوا: «بالله يا سيدي من أنت؟» قلت: «أنا إسحق الموصلي.» فأقبلوا علي يا أمير المؤمنين، وغنيت الأدوار التي غنتها الجارية، فقال صاحب الدار: «هل لك أن تقيم عندي شهرا والجارية والحمار لك مع ما عليهما من الحلي.» قلت: «نعم.» فأقمت عنده شهرا لا يدري أحد أين أنا، وها أنا ذا جئت إليك يا أمير المؤمنين.»
فضحك المأمون وقال: قاتلك الله ... كنت أبحث عنك طويلا، حتى حسبت أن إبراهيم بن المهدي قد احتجزك.
قال إسحق: الحمد لله الذي نجاني من المارق. •••
ودخل «فتح» الحاجب فقال: كلثوم العتابي
7
يا أمير المؤمنين.
ناپیژندل شوی مخ