المأمون :
يا بن الضحاك جعلت عقوبتك امتناعي عن استخدامك، وقد عفوت عنك وأمرت بإدرار رزقك وإعطائك ما فات منها ...
ابن الضحاك :
أطال الله بقاء أمير المؤمنين، وحفظه للدين والدنيا!
وأذن له المأمون فانصرف، وما كاد يغيب حتى أقبل قاضي القضاة «يحيى بن أكثم»
2
واستأذن لإسحق الموصلي ودخلا معا، وكان إسحق قد وصل إلى «مرو» بعد ما فر من وجه إبراهيم بن المهدي. فسلم كل منهما على أمير المؤمنين، وجلسا ، فقال المأمون: خبرني يا يحيى، أكان علينا بأس فيما أخذناه من اللباس الأخضر دون الأسود؟
فقال يحيى: حاشا يا أمير المؤمنين، بل حسنا فعلت، فإن الأخضر خير من الأسود، والخضرة رخاء وخصب، والسواد ظلام وجدب، أرأيت كيف تخضر الأرض في الربيع ويهتز رباها. والملابس الخضراء ملابس بيت الحسين بن علي، وهي ملابس أهل الجنة يلبسون من سندس خضر وإستبرق ...!
قال المأمون: وهل كان من بأس إذ بايعت لعلي بن موسى الرضا - رحمه الله - بولاية العهد من بعدي، وهو أفضل بني هاشم في هذا الزمان؟
فقال يحيى: والله يا أمير المؤمنين لقد كان أصح الناس بعدك دينا، وأكثرهم ورعا.
ناپیژندل شوی مخ