فقام إبراهيم وجلس للغناء وغنى الدور حتى فرغ منه، فقال المأمون: أحسنت والله يا عم.
فقال إبراهيم لمخارق: أعده الآن يا مخارق.
فأعاده فأحسن، فقال إبراهيم: يا أمير المؤمنين، كم بين الصوت الآن وبينه في أول الأمر؟
قال المأمون: ما أبعد ما بينهما!
فالتفت إبراهيم إلى مخارق وقال: إنما مثلك يا مخارق مثل الثوب الوشي الفاخر إذا تغافل عنه أهله سقط عليه الغبار فحال لونه، فإذا نفض عاد إلى جوهره.
فابتسم المأمون وقال لإبراهيم: حدثني يا عم.
قال إبراهيم: يا أمير المؤمنين، قد رأيت في منامي بالأمس رؤيا عجبا.
فقال المأمون: وما هي؟
قال: رأيت علي بن أبي طالب في النوم، فمشينا حتى جئنا قنطرة، فذهب يتقدمني، فأمسكت به، وقلت له: «إنما أنت رجل تدعي هذا الحق بامرأة، ونحن أحق به منك.» فما رأيت له في الجواب بلاغة كما يوصف عنه.
فقال المأمون: وأي شيء قال لك؟
ناپیژندل شوی مخ