فهز المير قاسم برأسه، بينما كانت يده تخرج خنجره من حزامه.
وبينا كان بعض رجال المير يصعدون في النهر، رأوا «الطويل»، وقد صبغت دماؤه حصى النهر البيضاء.
فقال لهم، وهو يلفظ روحه: المير ... فوق ... في المغارة ...
فتعالى صفير الاستغاثة كعزيف الجن، وكانت الكهوف تردد الصدى الذي تقشعر له الأبدان.
أما مرافقو الأمير فصوبوا بنادقهم من الجبل المناوح ليرموا الكهف، فصاح بهم الشدياق سركيس: إياكم ثم إياكم. المير لا يزال حيا. إن اعتديتم اعتدينا، ورميناه إليكم لتأخذوه ميتا. يا سيدنا المير، أعطهم صوتك. قل لهم ماذا تريد.
فصاح المير قاسم: اتركوني. ارجعوا.
قال ارجعوا وأشار بيده إلى المجهول، ففهموا أن عليهم أن يستمدوا من جبيل قوة تستطيع مقاومة العصابة، فعاد فريق منهم إلى جبيل بعدما كان الخبر سبقهم إلى الأسكلة،
23
فالتقوا بعسكر النجدة في غرفين،
24
ناپیژندل شوی مخ