17
وبينما كان الشدياق والخوري سائرين في طريقهما كان الجرس يقرع حزنا، معلنا وفاة مؤمن مات على رجاء القيامة، وإيمان بطرس إيمانه.
ودخلا في مضيق بين جبلين، فكان الخوري ينظر إلى الطريق متعجبا من وعورتها، فقال له الشدياق: هذه طريق سهلة، قدامنا أبشع منها. شد حيلك
18
يا محترم.
فضحك الخوري، فتعجب الشدياق لضحك بلا سبب. ولما ابتدأت طريق «القطين» وانسكبا فيه انسكابا، قال الشدياق: هذه هي طريق الحق والحياة التي سمعنا الكلام عنها في إنجيل الأحد الماضي. إن طريق الدفاع عن الحرية وعرة وصعبة، ولا بد من قطعها لشعب يريد أن يعيش ويقاوم الحكام الظالمين، فاعتمد على مساعدتنا وابق معنا. أما رأيت كيف أنك عملت اليوم أعظم عمل وربحت أكبر أجر؟
فالتفت إليه متعجبا جاهلا أنه أتى عملا. فقال له الشدياق: ما لك تشير بيديك متجاهلا؟ نسيت أنك خلصت نفسا كانت هلكت لولاك؟
فضحك الخوري ضحكة فاقت جميع الضحكات السابقة، فكاد الشدياق يجن من هذا الضحك، وأراد أن يستفهم عن أسبابه، ولكنه سكت.
وسارا في طريقهما فكان الخوري يكوكي
19
ناپیژندل شوی مخ