فقال الشاعر بلهجة من لا يهمه الموت: أبو سعدى حليم لأنه أب، أما المير بشير فربيب الجزار. فإن أمرت أعطيتني عهد بو سعدى الذي يحل قضية الشدياق فتراه بين يديك.
فقطب الأمير وقال: لك عهد بو سعدى.
وكان الأمير لا يحنث
26
قط متى تكلم كأبي سعدى.
فقال الشاعر: اتفقنا، إذن، على أن يجيء الشدياق سركيس مسلما، ولا خوف على حياته. - نعم ... - أمرك يا سيدي.
وكانت في تلك الآونة تطفو على شفتي الشاعر كلمات، ثم لا يجرؤ على إطلاقها من وكرها، فأدرك المير ذلك فقال له: صارحنا، قل ولا تخف شيئا.
فقال الشاعر: أما عليه خطر من القهوجي؟ ... وإذا حمي غضبك فمن يردك؟ - عهدي. - والمطران يوسف اسطفان كيف مات؟
فقطب الأمير وجهه وقال: ما عاهدته. مطران غدار. جعلته قاضيا للنصارى، فخانني وماشى الثورة. - ألا يصيب الشدياق ما أصاب أبناء باز؟ ألا يحل به ما حل بأبناء المير يوسف؟
فانتفض الأمير وقال: معلم ذمتي،
ناپیژندل شوی مخ