142

امير سره

الأمير الأحمر: قصة لبنانية

ژانرونه

6

تكاد تظهر جلدة وجهه من تحت شعره، وقد ناهز الخمسين من العمر.

وبينا كان واقفا حد العمود صامتا كأنه عمود آخر، كان المير يتفرس به.

تذكر أن هذا الوجه غير غريب عن ذاكرته، وراح يقول في قلبه: أين رأيته يا ربي!

وأخيرا طرد تلك الفكرة وقال في نفسه: الناس تتشابه.

وبدون تفكير سأل الشاعر: أنت من قبرص؟ - نعم يا صاحب السعادة. - شاعر عربي من قبرص؟ - نعم يا سيدي، أنا لبناني الأصل، هاجرنا هاربين من وجه الجزار. طلب الجزار والدي ثم أهدر دمه، فخاف وفر إلى قبرص. - وعجز الجزار عن القبض عليه في قبرص! - نعم يا سيدنا؛ لأن ليس له دهاء المير بشير؛ ولأن والدي ما قتل بطركا كأولاد أبي كشك.

فسر الأمير بهذا الإطراء وقال: يظهر أنك تعرف في تاريخ لبنان. قل لي متى جئت من قبرص؟ - يسألني الأمير متى جئت من قبرص وهو الذي لا تخفى عليه خافية في بلاده. لا شك أن رجالك عرفوا بي حين وضعت رجلي على الشط. - ولماذا أتيت لبنان؟ - لأن الشعر ينفق عند أميره، فهو يجدد عهد خلفاء العرب وأمرائهم، ومحيي الشعر والشعراء.

فراق ثناؤه للأمير، فأطرق وقال في قلبه: هذا رجل يتغدانا قبل أن نتعشاه. ثم ألقى عليه نظرة من نظراته المفترسة وقال: منذ كم أنت في لبنان؟ - منذ أكثر من نصف سنة. - طيب أسمعنا الآن، على أن نتم حديثنا فيما بعد.

فأنشد الشاعر قصيدة عصماء، جاء فيها على كل حوادث المير بشير من وقعة المزة وسانور إلى شر عينداره.

أخرجها بصورة شعرية رائعة، صور الأمير أسدا رابضا على كتف الوادي، يحمي لبنان جبروته

ناپیژندل شوی مخ