امین ریحانی: د ختیځ فلسفې خپرونکی په لویدیځو هیوادونو کې
أمين الريحاني: ناشر فلسفة الشرق في بلاد الغرب
ژانرونه
كانت تلك الصحراء مزينة أبهج زينة بالأعلام المصرية، وقد ضربت فيها المضارب تتخللها الجمال والأبقار ممثلة مساكن البدو في حلهم، وبرز الفرسان منهم على صهوات الخيل يلعبون بسيوفهم، ويرقصون جيادهم على نغمات الطبل والمزمار، ونصب في صدر المكان سرادق كبير لاستقبال المدعوين، ومدت فيه مائدة الشاي حاوية لأطباق الفطير والتمر والحلوى، فأموه أفواجا رجالا ونساء، يتقدمهم حضرات أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة: أحمد مظلوم باشا، ويوسف سليمان باشا، والدكتور محمود صدقي باشا، ومرقص باشا سميكة، وأحمد بك شوقي، وحسن بك مظلوم، مدير الجيزة، والشيخ أبو الفضل، شيخ الجامع الأزهر، والشيخ بخيت، والسيد عبد الحميد البكري، والشيخ عبد الرحمن قراعة، ومحمد شكري باشا، وأحمد تيمور باشا، وسعيد شقير باشا، ونجيب منصور شكور باشا، والأمراء ميشيل بك، وحبيب بك، وجورج بك لطف الله، وجمهور غفير من المستشارين والقضاة والمهندسين والأعيان وغيرهم. وكان سعادة زكي باشا، صاحب الحفلة، وبعض المستقبلين من الأدباء يرحبون بهم، ويبالغون في ملاطفتهم.
وفتحت الحفلة بتلاوة آي القرآن الكريم، ثم وقف سعادة زكي باشا فخطب في الجمهور مرحبا بالحاضرين، ومطريا المحتفل به، وقال: إننا فتحنا حفلتنا بتلاوة آي القرآن تبركا بكلام الله، ولما لهذا الكتاب الشريف من الفضل في نشر اللغة العربية في مشارق الأرض ومغاربها.
واستطرد إلى ذكر المكان الذي أقيم فيه هذا الاحتفال، فقال: إنه ورد في القرآن، فهو المعني في قوله تعالى:
إرم ذات العماد ، فأرم هذه لم تكن الشام ولا غيرها من البلاد، بل هي الأهرام. وكان في مكان هذا الاحتفال هيكلان كبيران قائمان على أعمدة عديدة، فسميت من أجل هذا بذات العماد.
وتناول كلامه «بلهيث»، فقال: هو الاسم الأصلي لأبي الهول، ولكنه صحف فصار أبو الهول كما صحفت أرم.
11
وعقبه حضرة الدكتور محجوب بك ثابت، وتلا قصيدة من نظم سعادة أحمد بك شوقي، فقوبلت بالتصفيق الشديد، وكان الجمهور يستعيده أبياتها.
وحيا محمود أبو بكر البطران العربي - وهو غلام بدوي في نحو العاشرة من العمر - مصر بأبيات جزلة.
وخطب حضرة أنطون أفندي جميل خطبة بليغة وصف فيها الصحراء الجرداء والواحة الخضراء.
ولحن حضرة محمود أفندي عارف منظومة من قلمه تلحينا بديعا حرك أوتار القلوب، وأثار الحماسة في النفوس ، وأنشد حضرة أحمد رامي أفندي قصيدة عصماء قوبلت بالاستحسان الشديد.
ناپیژندل شوی مخ