82

ثم عترنا بعد أيام عتيرة أخرى، فسمعت صوتا من الصنم يقول: أقبل إلي أقبل، تسمع ما لا يجهل، هذا نبي مرسل، جاء بحق منزل، فامن به تعدل، عن شر نار تشعل، وقودها الجندل.

قال: قلت: إن هذا لعجب، وإنه لخير يراد بي.

فبينما نحن كذلك إذ ورد علينا رجل من أهل الحجاز، فقلت: ما الخبر وراءك؟، قال: ظهر رجل يقال: له أحمد يقول لمن أتاه: أجيبوا داعي الله، قلت: والله هذا ما سمعت، فثرت إلى الصنم فكسرته أجذاذا، وركبت راحلتي فقدمت على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فشرح لي الإسلام فأسلمت وقلت: رب نطيق به ظلا بتظلال ولم يكن دينه حتى على بال أنى لمن، قال: ربي ياجن، قال كسرت ياجن أجذاذا وكان لنا بالهاشمي هدانا من ضلالتنا يا راكبا بلغا عمرا وأخوتها قال مازن: فقلت: يا رسول الله إني مولع بالطرب وشرب الخمر وبالهلوك من النساء، وأنحت علينا السنون فأذهبنا بالأموال وأهزلن الذراري والعيال وليس لي ولد فادع الله أن يذهب عني ما أجد ويأتينا بالحياء ويهب لي ولدا، فقال: النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((اللهم أبدله بالطرب قراءة القرآن وبالحرام الحلال، وبالعهرة عفة الفرج، وبالخمر ريا لا إثم فيه، وآتهم بالحياء، وهب له ولدا)).

مخ ۸۵