أَو بومة تَدْعُو صدى ... بَين المشقر واليمامةْ
العَبْد يقرع بالعصا ... وَالْحر تكفيه الملامةْ
الرّيح تبْكي شجوها ... والبرق يلمع فِي غمامةْ
ورمقتها فَوَجَدتهَا ... كالضلع لَيْسَ لَهُ استقامةْ
" قَالَ ": ثمَّ إنَّ ابْن مفرغٍ صَار إِلَيّ الْبَصْرَة، فَاسْتَجَارَ جمَاعَة من بني زيادٍ فَلم يجره مِنْهُم أحدٌ إِلَّا الْمُنْذر بْن الْجَارُود، فَدخل عبيد اللَّه بْن زيادٍ عَليّ مُعَاوِيَة فَقَالَ: إِن ابْن مفرغٍ قد آذَانا فائذن لنا فِي قَتله، فَقَالَ لَا وَلَكِن مَا دون الْقَتْل. فَبعث فتناوله من دَار الْمُنْذر بْن الْجَارُود وَلم يُمكنهُ الدّفع عَنهُ فعاقبه معاقبه شَدِيدَة، ثمَّ أسلمه إِلَيّ الحجامين ليعلموه الْحجامَة فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
وَمَا كنت حجاما وَلَكِن أحلني ... بِمَنْزِلَة الْحجام نأتي عَن الأَصْل
" أنشدنا ": أَبُو بكر بْن الْأَنْبَارِي قَالَ أنشدنا أَحْمَد بْن يحيي ثَعْلَب:
سل اللَّه صبرا واعترف لفراقهم ... عَسى بعد بينٍ أَن يكون تلاقٍ
1 / 43