297

امالي ابن الشجري

أمالي ابن الشجري

ایډیټر

الدكتور محمود محمد الطناحي

خپرندوی

مكتبة الخانجي

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٣ هـ - ١٩٩١ م

د خپرونکي ځای

القاهرة

ژانرونه

بكم ربى، أى أىّ مبالاة يبالى ربّى بكم، وحذف جواب «لولا» كما حذف جواب «لو» فى قوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى﴾ (١) أى لكان هذا القرآن، والمصدر الذى هو الدعاء على هذا القول مضاف إلى مفعوله، فى قول الفرّاء (٢)، وفاعله محذوف، فالتقدير: لولا دعاؤه (٣) إياكم، أى لولا دعاؤه إياكم إلى الإسلام، وجواب «لولا (٤)» تقديره: لم يعبأ بكم، أى لولا دعاؤه إياكم إلى توحيده لم يبل (٥) بذكركم.
وذهب ابن قتيبة (٦)، -وهو قول أبى علىّ الفارسىّ-إلى أن الدعاء مضاف إلى فاعله، والمفعول محذوف، الأصل (٧): لولا دعاؤكم آلهة من دونه، وجواب «لولا» تقديره فى هذا الوجه: لم يعذبكم، ونظير قوله: لولا دعاؤكم آلهة من دونه قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ﴾ (٨).
وقوله: ﴿فَقَدْ كَذَّبْتُمْ﴾ أى كذّبتم بما دعيتم إليه، هذا على القول الأول، وكذبتم بوحدانية الله، على القول الثانى ﴿فَسَوْفَ يَكُونُ لِزامًا﴾ أى يكون تكذيبكم ملازما لكم، والمراد جزاء تكذيبكم، كما قال الله تعالى: ﴿وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِرًا﴾ (٩) أى جزاء ما عملوا، وكما قال جلّ وعلا: ﴿هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ﴾ (١٠) أى جزاء ما كنتم تكنزون، وحسن إضمار التكذيب لتقدّم ذكر فعله،

(١) سورة الرعد ٣١.
(٢) معانى القرآن ٢/ ٢٧٥.
(٣) فى الأصل: «لولا دعاؤكم إياكم»، وأثبتّ ما فى هـ، والذى فى القرطبى فيما حكاه عن ابن الشجرى: «لولا دعاؤكم، أى لولا دعاؤه إياكم لتعبدوه»، واكتفى الفراء فى التقدير بقوله: «لولا دعاؤه إياكم إلى الإسلام».
(٤) فى القرطبى عن ابن الشجرى: «وجواب لولا محذوف تقديره. . .» هنا وفى الموضع الآتى.
(٥) بضم الياء وفتح الباء. وسيأتيك الكلام عليه إن شاء الله، فى المجلس الرابع والخمسين.
(٦) فى الموضع السابق من تأويل مشكل القرآن.
(٧) فى هـ: «والأصل» بإقحام الواو.
(٨) سورة الأعراف ١٩٤.
(٩) سورة الكهف ٤٩.
(١٠) سورة التوبة ٣٥.

1 / 81