425

حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله إملاء، قال: حدثنا علي بن محمد بن أبان، قال: اخبرنا عبد الله بن محمد الروياني، قال: حدثنا محمد بن سليمان الجرجاني، عن عمرو بن المختار، عن أبي إسماعيل العتكي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن أبيه،

عن علي عليهم السلام، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت: يا نبي الله، أخبرني عن الزهد ماهو. فقال النبي: (( يا علي، مثل الآخرة في قلبك والموت نصب عينيك، وكن من الله عز وجل على وجل، وأد فرائض الله عز وجل، واكفف عن محارمه، ونابذ هواك، واعتزل الشك والشبهة، والطمع والحرص، واستعمل التواضع والنصفة، وحسن الخلق ولين الكلام، واقنع بقبول الحق من حيث ورد عليك، واجتنب الكبر والبخل والعجب والرياء ومشية الخيلاء، ولا تستصغرن نعم الله وإن قلت، وجاوزها بالشكر، واذكر الله في كل وقت واحمده على كل حال، واعف عن من ظلمك، وصل من قطعك، واعط من حرمك، وليكن صمتك فكرا، وكلامك ذكرا، ونظرك اعتبارا، وتحبب ما استطعت، وعاشر الناس بالحسنى، واصبر على النازلة، واستهن بالمصيبة، وأعمل الفكرة في المقادير، واجعل شوقك إلى الجنة، وأمر بالمعروف وانه عن المنكر، ولا تأخذك في الله لومة لائم، وخذ من الحلال ما شئت إذا أمكنك، وجانب الجمع والطمع، واعتصم بالإخلاص والتوكل، وابن على أسس التقوى، وكن مع الحق حيث ما كان، وميز ما اشتبه عليك بعقلك، فإنه حجة الله عليك، ووديعته فيك، وبرهانه عندك، فذلك أعلام الهدى ومناهجه، والعاقبة للمتقين ))(1).

مخ ۱۲۶